شرح نصّ طموح أهل الفضل
التقديم :
النصّ مأخوذ من "كليلة ودمنة"، وهو حكاية رمزية تقوم على الحوار بين كليلة ودمنة بهدف بيان طريقتين مختلفتين في التعامل مع السلطان: طريقة الحذر والتسامي وطريقة الطموح والسعي إلى القرب من الملوك، مع توظيف أمثلة قصصية للإقناع.
الموضوع :
يعرض النص موقفين من سلوك المقرّبين من السلطان: موقف كليلة الداعي إلى الحذر وعدم التكلّف بما ليس من شأن المرء، وموقف دمنة الذي يرى أنّ التقرب من الملوك سبيل للفوز وتحقيق المجد. وينتهي النص إلى إبراز الفرق بين أهل الفضل وأصحاب الطبع الوضيع.
التقسيم :
- أطروحة كليلة (من بداية النص إلى مثال القرد): الحذر وعدم التدخل.
- أطروحة دمنة (من ردّه على المثل إلى حديثه عن أهل الفضل): تمجيد الطموح ورفض القناعة بالقليل.
- الخاتمة (آخر فقرة): تحديد منزلة الإنسان بحسب فضله وكرمه.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- ينقسم النص إلى موقفين: كليلة يدافع عن الحذر والابتعاد عن شؤون الملوك، أمّا دمنة فيدافع عن الطموح والتقرب من السلطان لتحقيق المجد وقهر الأعداء.
2- مثال كليلة (القرد والنجار) حجّته التخويف والتنبيه إلى عواقب التسرّع، وهو مؤثر منطقيًا. مثال دمنة (الأسد والبعير) يعتمد الإعجاب والتحفيز على طلب المعالي، وهو مؤثر نفسيًا ويقوّي أطروحته.
3- الحوار أدّى دورًا إخباريًا بعرض الأطروحتين، ودورًا حجاجيًا بإبراز قدرة كلّ منهما على الإقناع. ومن خلال الحوار يتطور المعنى ويقترب القارئ من النتيجة.
4- النموذجان هما:
– نموذج كليلة: التعامل الحذر، تجنّب التدخل، احترام الحدود.
– نموذج دمنة: الطموح، السعي إلى القرب من السلطان، استغلال الفرص للترقّي.
التفكير وإبداء الرأي :
يدلّ قول دمنة على أنّ قيمة الإنسان ليست بطول عمره بل بما يقدّمه من فضل وكرم لأهله ومجتمعه. فالذكر الحسن يخلّد صاحبه، أمّا من عاش لنفسه فقط فلا وزن له بعد موته. وأنا أرى أنّ أثر الإنسان النافع أبقى وأخلد من سنوات حياته.
إنتاج كتابي :
في عصرنا يتباين سلوك الناس بين من يسعى إلى مصلحة ضيقة ومن يترفّع إلى خدمة الآخرين. وأنا أدافع عن السلوك الفاضل لأنّه أساس الثقة والتماسك الاجتماعي. فالمجتمع لا يبنى بالأنانية بل بالتعاون، كما أنّ الإنسان الكريم يترك أثرًا طيبًا يتجاوز حضوره المادي. ولذلك فإنّ تبنّي السلوك النبيل ضرورة لبناء مجتمع قويّ يقوم على المسؤولية والاحترام المتبادل.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire