lundi 8 décembre 2025

شرح نص حضارة متجذّرة - بكالوريا شعب علمية - في حوار الحضارات

شرح نص حضارة متجذّرة

التقديم :

نصّ حضاري حواري مقتطف من «عودة الروح» لتوفيق الحكيم، يعرض نقاشًا بين أثريّ فرنسي وإنجليزي حول الفلاح المصري، وينتهي إلى إبراز تجذّر الحضارة المصرية في وجدان أبنائها مقابل سطحية الحضارة الغربية الحديثة.

الموضوع :

يبيّن الكاتب من خلال حوار بين فرنسي وإنجليزي أن الفلاح المصري يحمل في قلبه تراثًا حضاريًا عميقًا يجعل حضارته متجذّرة، في حين تقوم الحضارة الغربية على عقل مكتسب محدود.

التقسيم :

  1. من وصف لباس الفلاحين إلى قول الإنجليزي «إنها نكتة ظريفة»: إبراز نظرة الإنجليزي المتعالية وردّ الفرنسي المعجب بذوق الفلاحين.
  2. من «بل حقيقة تجهلها أوروبا» إلى «قانون الوراثة»: بيان تراكم التجربة الحضارية في دم الفلاح المصري وفاعلية الوراثة التاريخية.
  3. من «إن أوروبا سبقت مصر اليوم» إلى آخر النص: مقارنة بين قوة أوروبا القائمة على العقل وقوة مصر القائمة على القلب والتراث المتجذّر.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- صيغ النصّ في ثلاثة مقاطع: الأوّل يعرض سخرية الإنجليزي من الفلاح وإعجاب الفرنسي به، والثاني يبيّن قدم الشعب المصري وتراكم تجاربه عبر التاريخ، والثالث يقارن بين حضارة الغرب العقلية وحضارة مصر القلبية المتجذّرة.

2- استعمل «إنّ» لتوكيد أحكام الفرنسي وإبراز يقينه بعظمة الفلاح وتراثه، واستعمل «لكنّ» للاستدراك ونقض صورة الجهل التي يرسمها الإنجليزي، ولإبراز الفرق بين حكم السطح وحكم البصيرة الحضارية.

3- رأى الفرنسي أن توازن ذات المصري وثراءها نابعان من تراث حضاري متراكم في دمه، ومن عمل «قانون الوراثة» في نقل التجارب عبر آلاف السنين، ومن حضور القلب والحكمة الفطرية، ومن انسجام الفلاح مع أرضه وسمائه في بيئة بسيطة بعيدة عن التصنّع.

4- لم يفلح مسيو فوكيه في إقناع مستر بلاك تمامًا، والدليل ما يرد في آخر النص من حديث عن «ملامح جامدة» و«شفَتَيْن تنفرجان عن ريبة وشك»، ممّا يدلّ على استمرار الشكّ في نفس الإنجليزي رغم الحجج التي قدّمها الفرنسي.

التفكير وإبداء الرأي :

تقوم الحضارة المتوازنة على تفاعل العقل والقلب معًا: فالعلم والتقنية يمدّان الإنسان بالقوّة المادية والتنظيم، لكنّ القيم والوجدان يمنحانه المعنى والاتّزان. وحين تُقصي الحضارة القلب وتكتفي بالعقل، كما هو الشأن في بعض مظاهر الحضارة الغربية، يظهر الاختلال في فساد الذوق، وانتشار الأنانية والمادّية، واستعمال المعرفة للتسلّط بدل خدمة الإنسان.

إنتاج كتابي :

إن أقصى ما بلغه موقف الغربي من الحضارة العربية هو الاعتراف بعظمة ماضيها وثراء تراثها، غير أنّ هذا الاعتراف يظلّ ناقصًا ما لم يصحبه جهد حقيقي لمعرفة الآخر من الداخل. فمعرفة الآخر شرط أساسيّ للحوار البنّاء؛ إذ لا يمكن أن أتحاور مع من أجهل تاريخه وقيمه وخصوصيته. وكلّما اتّسعت معرفتنا بحضارة غيرنا أدركنا أنّ الاختلاف مصدر غنى لا سبب صراع، وأنّ كلّ حضارة تحمل جزءًا من الخبرة الإنسانية المشتركة. ومن ثمّ فإنّ الانغلاق على الذات يكرّس الأحكام المسبقة، أمّا الانفتاح الواعي فيتيح تبادل الخبرات والتعاون على بناء عالم تسوده العدالة والاحترام المتبادل.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire