تعريف أمجد ناصر يحيى النميري النعيمات
أمجد ناصر يحيى النميري النعيمات(1955 – 31 أكتوبر 2019) المعروف باسمه الأدبي أمجد ناصر، شاعر وروائي وكاتب صحافي أردني بارز، يُعدّ من أهم الأصوات الشعرية العربية المعاصرة. امتدّ عطاؤه لعدة عقود، وتميّز بإسهاماته في التجديد الشعري، وبحضور لافت في الصحافة الثقافية العربية، خاصة من خلال عمله في صحيفة القدس العربي في لندن منذ تأسيسها سنة 1989. عاش سنوات طويلة في المهجر الأوروبي، فانعكس هذا الاغتراب على تجربته الإبداعية، حيث امتزجت في نصوصه الهوية والحنين والأسئلة الوجودية.
1- السيرة الذاتية والنشأة
وُلد أمجد ناصر سنة 1955 في مدينة الطفيلة جنوب الأردن. نشأ في بيئة ريفية محافظة أثرت في وعيه المبكر، وارتبط منذ طفولته بالشعر واللغة.
في سبعينيات القرن العشرين، انخرط في العمل السياسي، وسافر خارج الأردن، قبل أن يستقرّ لاحقًا في لبنان ثم قبرص، ليستقرّ أخيرًا في لندن التي عاش فيها معظم حياته.
كان الشاعر واسع الثقافة، متعدد التجارب، وقد أسهمت أسفاره وتنقلاته في تشكيل رؤيته الشعرية والإنسانية القائمة على الانفتاح والتعددية.
2- أهم إنجازاته الأدبية والفكرية
1- الشعر
يُعدّ أمجد ناصر واحدًا من أبرز مجددي قصيدة النثر العربية. تميز شعره بلغته الرشيقة وعمقه الإنساني وقدرته على التقاط التفاصيل اليومية وتحويلها إلى صور شعرية آسرة.
من أبرز مجموعاته الشعرية:
"مديح لمقهى آخر" (1979)
تعد واحدة من أهم مجموعاته الأولى، وقد جاءت بأسلوب جديد يزاوج بين البساطة والدهشة.
"رعاة العزلة" (1986)
مجموعة تبرز النضج الفني للشاعر، وتكثّف علاقته بالمنفى والذات.
"سر من رآك" (1994)
نصوص شعرية تمزج بين الحلم والصورة والحنين.
"حياة كسرد متقطع" (2004)
مجموعة تتأمل الزمن والهوية والذاكرة.
2- الرواية
إلى جانب الشعر، كتب أمجد ناصر روايات ذات طابع سردي خاص، تمزج بين السيرة الذاتية والتخييل الشعري.
من أشهر رواياته:
"خرجتُ من بين يديه" (2012)
رواية تقترب من السيرة الذاتية، تحكي عن المنفى والهجرة وعلاقة الإنسان بالعالم والذاكرة.
"حيث لا تسقط الأمطار" (2009)
رواية تستعيد المكان الأول والزمن المفقود، وتسائل معنى العودة وغياب الهوية.
3- الصحافة الثقافية
كان أمجد ناصر شخصية مؤثرة في الصحافة العربية. عمل في صحف ومجلات عربية عدة، لكنه برز بشكل خاص في:
صحيفة القدس العربي (لندن)
كان أحد مؤسسي القسم الثقافي فيها منذ 1989، وأسهم في صياغة خطاب ثقافي عربي حديث، منفتح على التجارب العالمية.
قدّم عبر كتاباته الصحفية قراءات نقدية عميقة للشعر والرواية والفن، وكانت زاويته الأسبوعية مرجعًا للقراء والمهتمين بالشأن الثقافي.
4- الترجمة والانفتاح على العالم
اهتمّ أمجد ناصر بالثقافات العالمية، وتمّت ترجمة كثير من أعماله إلى لغات أجنبية، خاصة الإنجليزية والإسبانية.
كما ترجم بنفسه بعض النصوص الشعرية الغربية إلى العربية، مؤمنًا بأن الإبداع الحقيقي يتغذى من الحوار بين الثقافات.
3- الرؤية الأدبية والفنية
1- قصيدة النثر مشروع حياة
كان ناصر من أوائل الشعراء العرب الذين تبنّوا قصيدة النثر بوصفها فضاءً حرًا للتعبير، بعيدًا عن قيود الشكل.
رأى أن الشعر ليس وزنًا وقافية، بل هو قدرة على خلق الدهشة وتكثيف المعنى.
2- الاغتراب والهوية
تجربة المنفى الطويلة جعلت من «الاغتراب» ثيمة مركزية في شعره، حيث يظهر الحنين للمكان الأول مقابل الانفتاح على المدن العالمية.
3- اللغة الشعرية
تميزت لغته الشعرية بـ:
الإيقاع الداخلي
الصورة الحسية
الهدوء العميق
التأمل الفلسفي
4- الإنسان في مركز النص
كانت كتاباته تدور حول الإنسان، بجروحه وأسئلته الوجودية، وبحثه عن معنى الحياة في عالم متغير.
4- التأثير والإرث
ترك أمجد ناصر إرثًا مهمًا في الشعر العربي الحديث:
أحد روّاد قصيدة النثر في العالم العربي.
كاتب ترك أثرًا واضحًا في أجيال من الشعراء الشباب.
شخصية مؤثرة في الصحافة الثقافية العربية.
نصوصه تُدرّس في الجامعات العربية والغربية.
تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، مما أسهم في التعريف بالشعر العربي عالميًا.
توفي في 31 أكتوبر 2019 بعد صراع مع المرض، وبقيت أعماله حاضرة في الذاكرة الإبداعية العربية بوصفها نصوصًا تعبر حدود المكان والزمان.
الخاتمة
أمجد ناصر شاعر الهجرة والمدينة، وصوت من أبرز الأصوات التي أعادت تشكيل القصيدة العربية الحديثة.
بفضل لغته العميقة واشتغاله على الذاكرة والمنفى والإنسان، أصبح اسمًا مركزيًا في المشهد الشعري العربي، وواحدًا من أهم المبدعين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في الأدب العربي المعاصر.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire