شرح نص الخبز والجبن
التقديم :
النصّ مقطع مسرحي من مسرحية «مغامرة رأس المملوك جابر» لسعد الله ونوس، يجري في مقهى ببغداد زمن صراع بين الخليفة ووزيره، ويندرج ضمن المسرح السياسي الذي يفضح علاقة السلطة بالعامة.
الموضوع :
يصف النصّ موقف عامة الناس من صراع السلطة في بغداد، بين خوفٍ واستسلامٍ جماعي وصوت الرجل الرابع الداعي إلى الوعي ورفض العيش كالعبيد.
التقسيم :
-
من: «المرأة الأولى: آه.. لا تحملني ساقاي بعد» إلى «وندفع ضريبة خلافات لا نعرف أسبابها» : خوف الناس من الحراس وجدلهم حول التدخل في صراع الخليفة والوزير.
-
من: «المرأة الأولى: تلك قسمتنا» إلى «هذا هو.. من يتزوج أمنا نناديه عمنا» : ترسّخ موقف الجماعة الاستسلامي أمام تحذيرات الرجل الرابع.
-
من: «أتسمون رائحة الخبز» إلى نهاية المقطع : انشغال الجميع بالخبز وعودتهم إلى بيوتهم، مع بقاء شكّ الرجل الرابع في «طريق الأمان».
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل – الحوار :
1- تنقسم الشخصيات إلى رجال ونساء والرجل الرابع والحكواتي والزبائن بوصفهم صوت الجمهور داخل النص.
2- حوار الزبائن يوازي حوار الممثلين ووظيفته التعليق والتكثيف وكشف موقف العامة الحقيقي من الصراع.
3- امتزجت مخاطبات الزبائن بالممثلين عبر تعليقات مباشرة تزيد التوتر وتبيّن أثر الأحداث المسرحية على الناس.
4- الثقة في حُجج الرجل الرابع وجرأته، والضعف في خوف الباقين واستسلامهم، مما يبرز عزلة صوت الوعي وسط جماعة خائفة.
5- تطوّر الحوار من التساؤل إلى النقاش السياسي، لكن الرجل الرابع لم يُقنعهم لأن هاجس السجن غلّب عندهم الخوف على القناعة.
6- طابع الحوار حجاجي لكنه يفشل لأن التجربة القمعية جعلت الجماعة تفضّل سلامة الرأس على منطق العقل والحق.
الشخصية المسرحية :
7- النساء خائفات ومرتعشات، الرجال متردّدون ومسالمون، الرجل الرابع مثقف جريء ذو تجربة في السجن، والشخصية الجماعية قطيع منقاد.
8- اضطلع الحكواتي بوظيفة الراوي والمعلّق، يربط بين المشاهد ويكشف أخبار قصر الوزير وحركة المماليك في المدينة.
الإشارات الركحية :
9- الإشارات الركحية كثيفة ومتصلة بحركة الممثلين والزبائن وإعداد الديكور، فتُجسّد المكان والجو المسرحي.
10- أدّت وظيفة تنظيم الحركة وتوضيح المنظر وتعميق التوتر، ويستفيد منها المخرج أوّلًا ثمّ المتفرّج في تلقي المشهد.
القضايا :
11- اعتمد الكاتب على الرصيد التراثي البغدادي: صورة الخليفة ووزيره والحكواتي والأسواق وصراع السلطة في التاريخ العربي.
12- تبدو علاقة المثقف بالمجتمع علاقة توتر وعزلة، فهو يعي المخاطر لكن الجماعة تخشاه وتتّهمه بإثارة الفتنة.
13- يشرك الكاتب المتفرّج بجعل الزبائن داخل المسرحية يمثّلون الجمهور، فيُستفَزّ المشاهد لمقارنة موقفه بموقف الرجل الرابع والجماعة.
النقاش :
موقف المجموعتين القائم على «إخفاء الرؤوس» يعكس جبنًا جماعيًا يشرعن الاستبداد ويمنع أي تغيير حقيقي.
لم يعتمد الكاتب الأساطير لأنّ توجهه فكريًّا وفنيًّا واقعي نقدي، أراد به مسرحًا سياسيًا يواجه الحاضر مباشرة لا يختبئ خلف الحكايات الخرافية.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire