شرح نص حتى ندخله آمنين
التقديم :
نصّ مقالي حِجاجي لمصطفى المصمودي، يندرج ضمن المجال الحضاري والإعلامي، يتناول فيه دور وسائل الاتصال الحديثة في حياة الإنسان العربي بين المنافع والمخاطر، مع الدعوة إلى انفتاح واعٍ يحفظ الهوية.
الموضوع :
إبراز إيجابيات شبكات الاتصال وسلبياتها، والتنبيه إلى ضرورة استثمارها في التنمية دون التفريط في الخصوصية الثقافية العربية.
التقسيم :
-
اتساع شبكات الاتصال وتوظيفها الكوني
من: «يعتبر كثير من الملاحظين أن تكاتف شبكات الإرسال…»
إلى: «…وتمكينه من مواكبة التحولات التي يشهدها العالم المحيط به». -
هيمنة الشركات عائق دون حوار الحضارات
من: «على أن انتشار شبكات الاتصال بالكثافة المنتظرة لن يخلو من بعض السلبيات…»
إلى: «…ومنها ما يتصل بالتاريخ والتراث…». -
الوجه المشرق للثورة الإعلامية والانفتاح الواعي
من: «لقد أدركت المجتمعات المتقدمة منذ البداية ما يمكن أن تجنيه من تقنيات الاتصال الحديثة…»
إلى: «…وكتف التعاون العربي والتضامن الإقليمي والتفاعل المتكافئ بين الشعوب».
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- ينقسم النص إلى ثلاث وحدات دلالية متتابعة: الأولى لعرض انتشار شبكات الاتصال وتوظيفها الكوني، والثانية لبيان مخاطر الهيمنة الإعلامية وتشويه التراث، والثالثة لإبراز الوجه المشرق للثورة الرقمية والدعوة إلى انفتاح متكافئ يحفظ الخصوصية الثقافية.
2- اعتمد الكاتب الجمل الخبرية مثل: «يعتبر كثير من الملاحظين…» و«لقد أدركت المجتمعات المتقدمة…» لتقرير الحقائق، واستعمل الجمل الطلبية الاستفهامية مثل: «كيف يمكن تجنب خطر الهيمنة…» و«كيف يمكن الحد من الآثار السلبية…» لطرح الإشكاليات وإشراك القارئ في البحث عن حلول، مما يبرز رؤيته القلِقة والواعية بحجم التحديات.
3- تساهم تقنيات الاتصال الحديثة في حل شواغل الإنسان العربي من خلال تسهيل الوصول إلى المعرفة، ودعم التعليم عن بعد، وإحياء الذاكرة الثقافية، وتمكين المواطن من متابعة القضايا الراهنة والمشاركة في النقاش العام، وهو ما يعزز اندماجه في العصر ويقلّل من التهميش.
4- دعا الكاتب إلى الانخراط في المجتمع الإعلامي عبر الاستفادة من شبكات الاتصال في التنمية والأمن والحوار الحضاري، لكنه شدّد في الوقت نفسه على التمسك بالخصوصيات الثقافية بحماية التراث من التحريف، وصون اللغة والقيم، ومقاومة الهيمنة الاقتصادية والرمزية، في تزاوج بين الانفتاح والتجذّر.
5- العنوان «حتى ندخله آمنين» يرمز إلى دخول العالم الرقمي والمجتمع الإعلامي بشرط السلامة الثقافية والفكرية؛ أي استثمار الثورة الاتصالية دون الوقوع في أخطار الاستلاب والهيمنة، وهو ما يلخّص فكرة النص المركزية.
التفكير وإبداء الرأي :
1- الانفتاح على الحضارات والتلاقح معها من حتميات التاريخ، لأنه يتيح تبادل الخبرات وتراكم المعارف ويساهم في التقدّم العلمي والثقافي، غير أن هذا الانفتاح يجب أن يكون نقديًّا واعيًا يحافظ على هوية الأمة ويمنع ذوبانها في ثقافة الغالب، فيتحقق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.
2- الثورة الرقمية ليست ماحية للهوية في ذاتها، بل طريقة توظيفها هي التي تحدّد الأثر: فهي تثبّت الهوية عندما نستعملها لنشر لغتنا وتراثنا وإنتاج محتوى عربيّ راقٍ، وقد تساهم في محوها إذا اكتفينا بالاستهلاك والتقليد الأعمى والثقة المطلقة في مضامين الغير.
الإنتاج الكتابي :
1- أدّت شبكات الاتصال إلى إخراج الإنسان المعاصر من أفقه الجغرافي الضيق وربطته بحضارات متعددة، فصار يتابع ما يحدث في العالم لحظة بلحظة، لكنها في المقابل أربكت علاقة أصحاب الثقافات المغلوبة بجذورهم، إذ أصبح بعضهم يميل إلى تقليد الآخر ونسيان خصوصياته؛ وهكذا تجلّت الوظيفة المزدوجة لهذه الوسائل بين توسيع الآفاق وإضعاف الارتباط بالهوية.
2- الحاسوب اليوم أداة أساسية في الدراسة والعمل، ومن طرق استثماره الإيجابية: استخدامه في البحث العلمي، وتعلم اللغات والبرمجة، وإنجاز المشاريع المدرسية والجامعية، والتواصل المهني، مع تنظيم الوقت وتجنّب الإدمان على الألعاب ومواقع الترفيه، حتى يبقى وسيلة للبناء لا للتضييع.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire