lundi 8 décembre 2025

شرح نص استشراف المستقبل - بكالوريا شعب علمية - في الفكر و الفن

شرح نص: استشراف المستقبل

التقديم :

نصّ «استشراف المستقبل» لحمادي صمود نصّ فكريّ تفسيريّ يتناول أثر التكنولوجيا والآلة في إعادة تشكيل الواقع الإنساني وخلق عالم افتراضيّ يضاهي الواقع الحقيقي.

الموضوع :

يبيّن الكاتب كيف أسهمت الثورة المعلوماتيّة وتقنيات الحاسوب في إنشاء أبنية افتراضيّة أعادت صياغة علاقة الإنسان بالواقع، فقرّبت بين الحقيقي والمتخيَّل وغيّرت نظرته إلى العالم.

التقسيم :

  1. دور الآلة في إقامة الأبنية الافتراضية (من كلمة «إِنَّ الآلة» إلى «اللَّيّة نفسها»)

  2. توسّع المجال الافتراضي في العلوم والفنون (من كلمة «ومن الممكن اليوم إعادة إنتاج الواقع» إلى «كالسِّينِما والرَّسم والتَّصوير»)

  3. عرض النماذج ونتائج الخلط بين الواقع والافتراض (من كلمة «فلقد تطوَّرت تقنيات السِّينِما» إلى نهاية النص)

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل

1- يتدرّج الكاتب في بناء نصّه انطلاقًا من المقطع الذي يبدأ من كلمة «إِنَّ الآلة تمكِّن الإنسان اليوم…» حيث يقرّ بدور الآلة في إقامة الأبنية الافتراضية، ثم ينتقل إلى الفقرة التي تنطلق من «ومن الممكن اليوم إعادة إنتاج الواقع…» فيحدّد المجالات العلميّة والفنيّة التي شملها هذا التطوّر، ليصل أخيرًا إلى المقطع الممتدّ من «فلقد تطوَّرت تقنيات السِّينِما…» إلى نهاية النص حيث يعرض النماذج الحيّة ويكشف نتائج الخلط بين الواقع والافتراض؛ وهكذا ينتقل النصّ تدريجيًّا من الإقرار بالدور إلى ضبط المجالات ثمّ إلى عرض الأمثلة والإقناع بها.

2- من أدوات التوكيد في النص: «إنّ»، «قد»، «لقد»، «أصبحنا». وقد أسهمت هذه الأدوات في تقوية حجّة الكاتب وتثبيت أفكاره في ذهن القارئ، فحوّلت رأيه في تأثير الآلة إلى حقيقة مؤكَّدة يصعب الشكّ فيها.

3- استند الكاتب إلى حجج علميّة مثل الطبّ والفيزياء والطيران، وحجج فنيّة كالسِّينما والرسم، وحجج تاريخية تقوم على إحياء الكائنات المنقرضة وإعادة تركيب الأحداث؛ وهي حجج متنوِّعة وقويّة تمتدّ من المختبر إلى قاعة السِّينما، فتجعل القارئ يلمس هذا التغيّر في أكثر من مجال.

4- من أسباب تطوّر الأبنية الافتراضيّة الثورةُ المعلوماتيّة، وتقدّم الحاسوب والبرمجيّات، وتطوّر تقنيات التصوير والمعالجة الرقميّة، ورغبة الإنسان في اختبار أفكاره في فضاء آمن قبل تطبيقها على الواقع. وقد أدّى هذا التطوّر إلى طمس الحدود بين الواقع والافتراض، وإلى القدرة على إعادة تركيب الأزمنة والأحداث وصنع مشاهد تبدو حقيقيّة أكثر من الواقع نفسه. أمّا في رأيي، فإنّ انتشار الواقع الافتراضي في أوساط الشباب أسهم في تقريب المسافات وتسهيل التعلّم والعمل والتسلية، لكنّه في الوقت نفسه عمّق العزلة الفرديّة وقلّل الاحتكاك المباشر بالعالم المادّي، فصار بعض الشباب يميل إلى الهروب إلى الشاشة كلّما ضاق به الواقع. ولذلك أرى أنّ هذا التطوّر سلاح ذو حدّين: يمكن أن يكون فرصة لبناء معرفة وخبرات جديدة إذا استُعمل بوعي وحدّ، ويمكن أن يتحوّل إلى خطر إذا استولى على حياة الإنسان وقطع صلته بواقعه الحقيقيّ.

التفكير – إنتاج كتابي

يعيش الإنسان المعاصر وضعًا معقّدًا بين آلةٍ تمنحه قوةً غير مسبوقة، وتكبّله في الوقت نفسه بقيود خفيّة. فمن جهة، صارت الآلة تتحكّم في تفاصيل يومه، تنظّم عمله وتواصلَه وترفيهَه، فتحدّ أحيانًا من استقلاليّته وقدرته على الإبداع الحرّ حين يدمن شاشةً جاهزة الأفكار والصور، فلا يكلّف نفسه جهد البحث والتخيّل. ومن جهة أخرى، فتحت له هذه الآلة آفاقًا واسعة لتغيير تصوّره للزمان والمكان، فاختصر المسافات، وتجاوز حدود الجسد، وأصبح قادرًا على التعلّم عن بعد، والتواصل مع العالم كلّه، وتحقيق إنجازات كانت تُعدّ من المستحيلات. وبين هذين الوجهين المتناقضين يتأرجح الإنسان بين شعور بالغربة وسط عالم افتراضي بارد، وشعور بالأنس حين يكتشف أنّه قادر، بفضل ما توفّره التكنولوجيا، على تحويل كثير من أحلامه إلى واقع ملموس. لذا يظلّ التحدّي الحقيقيّ هو أن يظلّ الإنسان سيّد الآلة لا عبدها، وأن يستخدمها أداة لتحرير طاقاته لا قيدًا جديدًا يقيّده باسم التقدّم.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire