شرح نص الخطّ والتجريد
التقديم :
النصّ مقطع فكريّ تفسيريّ للكاتب الحبيب بيدة مقتطف من كتاب «مصوّرة الإنسان الكامل في الخط العربي»، يعرض فيه رؤية فلسفيّة وجماليّة للخطّ العربي وعلاقته بالتجريد والعلم والفنّ.
الموضوع :
يبيّن الكاتب أنّ الخطّ العربيّ فنّ تجريديّ عميق يجسّد الفكر الإنسانيّ في صور هندسيّة بصريّة مستمدّة من صورة الإنسان والكون، وأسهم بذلك في نشأة العلوم والفنون وانتقال المعرفة عبر الزمان والمكان.
التقسيم :
-
علاقة الخطّ بالطبيعة والتجريد : من بداية النصّ إلى قوله تقريبًا «إذ الطبيعة لا تحتوي هذا الشكل الذهني مستقلاّ بذاته…»؛ يشرح كيف حوّل الإنسان النقطة إلى خطّ بعمليّة التجريد.
-
علاقة الخطّ بالفكر والعلم : من «لذلك فإنّ الإنسان رأى ضرورة تجريد هذه الصفات…» إلى حديثه عن كون الخطّ صورة للّفظ وحافظة للفكر ووسيلة لحفظ أخبار الماضين.
-
علاقة الخطّ بالنسبة الفاضلة وهندسة الكون والإنسان : من «وقد قيل في الخط إنّه هندسة روحيّة…» إلى آخر النصّ؛ يبرز انسجام أشكال الحروف مع نسب جسم الإنسان والكون.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- يتعلّق القسم الأوّل بعلاقة الخطّ بالطبيعة من خلال بيان أنّه شكل ذهنيّ غير موجود جاهزًا في الطبيعة، والثاني بعلاقته بالفكر والعلم إذ جعله نتيجة للتجريد وأداة لحفظ المعاني، أمّا الثالث فيربطه بالنسبة الفاضلة وهندسة الإنسان والكون حيث تتّخذ الحروف أشكالاً منسجمة مع هذه النِّسب.
2- من الجمل الخبريّة التفسيريّة: «إنّ الإنسان الذي خطّ عن وعي أوّل نقطة…»، «لولا هذا التجريد لما كانت الهندسة…»، «وقد قيل في الخط إنّه هندسة روحيّة ظهرت بآلة جسديّة». تؤدّي هذه الجمل وظيفة شرح فكرة التجريد، وبيان أثره في العلوم، وتفسير البعد الروحيّ والهندسيّ للخطّ وتقريب هذه المعاني إلى القارئ.
3- من مزايا التجريد في الخطّ أنّه مكّن الإنسان من فصل الصفات الذهنيّة عن المحسوسات، فكان أساسًا لظهور الهندسة والرياضيات والفلسفة والعلم، كما أتاح تحويل الصوت الزائل إلى صورة ثابتة تُرى وتُتأمّل، فصار الخطّ فنًّا بصريًّا يحمل الفكر ويغذّي الإبداع الفنيّ.
4- يدعم النصّ فكرة الانتقال من ثقافة الأذن إلى ثقافة البصر بقوله: «خط القلم يُقرأ بكلّ مكان وفي كلّ زمان ويُترجم بكلّ لسان، ولفظ اللسان لا يتجاوز الآذان ولا يعمّ الناس بالبيان»، فالكلام المنطوق يُسمع ثم يندثر، أمّا الخطّ فيُقرأ ويُحفظ وينتشر بين الأجيال والشعوب.
التفكير وإبداء الرأي :
5- لا يقتصر سبب تراجع فنّ الخطّ اليوم على تطوّر وسائل الرقن الحديثة، وإن كان لها دور كبير، بل يضاف إليه استعجال الناس وابتعادهم عن التأنّي في الكتابة، وضعف تعليم الخطّ في المدارس، وسيطرة الثقافة الرقميّة على حساب الفنون التراثيّة. ومع ذلك تبقى للخطّ العربي قيمة جماليّة وهويّاتيّة تدفع إلى إحيائه في التصميم والفنون المعاصرة حتّى يظلّ حاضرًا إلى جانب الوسائط الحديثة.
إنتاج كتابي :
يوضّح القول إنّ الخطّ أقدر من الصوت على حفظ المعاني ونشرها؛ فالكلمة حين تُنطق تُسمع لحظة ثم تزول، ولا تتجاوز دائرة من حضر السماع، أمّا إذا كُتبت فإنّها تتحوّل إلى أثر بصريّ يمكن قراءته في كلّ مكان وزمان، وترجمته إلى لغات مختلفة، فتنتشر المعرفة ويتواصل الناس عبر العصور. وهكذا صار الخطّ الوسيلة الأساسيّة في تدوين العلوم والشرائع والآداب، وبدونه لضاعت خبرات الأمم وتجاربها.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire