انتاج كتابي حول دخول عصفور إلى القسم
المقدمة
كان صباحٌ هادئ في القسم، والضوء الذهبي يتسلل من النوافذ إلى الصفوف، عندما كانت أصوات الأقلام تتشابك مع همسات التلاميذ، فجأة حدث ما لم يكن متوقعًا. دخل عصفور صغير إلى القسم، مرفرفًا بجناحيه بخفة، وكأنه جاء من عالم بعيد ليشاركنا لحظة من الدهشة والفرح. كل شيء توقف للحظة: أقلامنا توقفت عن الكتابة، وارتسمت علامات الاستغراب على وجوه زملائي، وأصاب الصمت المكان بسحر غريب، وكأن هذا الضيف الصغير قد جلب معه نسمة من الحرية لم نكن نعرفها.
الجوهر
اقترب العصفور من الطاولات بحذر، وهو يرفرف بجناحيه الصغيرين، يحوم بين الصفوف وكأنه يتفقد المكان. بدا الفضول في أعين التلاميذ، فجلس الجميع ساكنين، يراقبون كل حركة من حركاته الصغيرة. ارتعشت بعض القلوب الصغيرة فرحًا، وضحك آخرون بصوت خافت: "انظروا إلى جناحيه، كم هما جميلان!"، و"هل سنستطيع إخراجه دون أن نخيفه؟".
حاول العصفور أن يقترب من نافذة القسم المفتوحة، لكنه تردد قليلاً، وكأنه ينتظر إشارات منا. تحرك ببطء على الطاولة الأمامية، فارتفعت الأصوات في همسات صغيرة من الدهشة والإعجاب، وبعض التلاميذ مدوا أيديهم بحذر، لكن العصفور انسحب بسرعة، فرفرف في الهواء مرة أخرى، مضيفًا حركة رشيقة إلى المشهد.
شعرت الأستاذة بالمسؤولية، وطلبت منا التزام الهدوء حتى يخرج العصفور من النافذة. وكان من الرائع مراقبة التلاميذ وهم يراقبون تصرفاته: قلوب تخفق فرحًا وحماسًا، وأصابع تمتد بحذر دون محاولة لمس العصفور، احترامًا لضعفه وجماله. مع كل رفرفة جناح، كان العصفور يبدو وكأنه يراقبنا نحن أيضًا، يختبر فضولنا وحذرنا، ويبعث فينا إحساسًا نادرًا بالسعادة والدهشة البريئة.
وببطء، اقترب من النافذة، واستعد للطيران، فارتجف قلب كل واحد منا فرحًا وحزنًا في آن واحد، فرحًا لأنه سيعود إلى حريته، وحزنًا لأننا سنفتقد هذا الضيف الصغير الذي جلب معه لحظة من الفرح والسكينة. ورفرف بجناحيه مرة أخيرة، ثم طار مبتعدًا في السماء الزرقاء، تاركًا خلفه شعورًا بالحرية، والبهجة، والطمأنينة، كما لو أن السماء نفسها احتضنتنا جميعًا، مع هذا العصفور الصغير.
الخاتمة
عاد القسم إلى أصوات الأقلام والدفاتر، لكن شيئًا ما تغيّر بداخلنا. فقد علمنا هذا العصفور أن الفرحة يمكن أن تأتي من أبسط الأشياء، وأن الحرية والسعادة قد تدخل حياتنا في أي لحظة غير متوقعة. ولحظة دخوله إلى القسم ستظل محفورة في ذاكرتنا، ذكرى بسيطة لكنها مليئة بالدروس: احترام الكائنات الصغيرة، قيمة الصمت والمراقبة، والقدرة على الاستمتاع بكل لحظة صغيرة تأتي لتلون حياتنا بالبهجة والدهشة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire