jeudi 4 décembre 2025

شرح نص إن تكن تريدني حقًا فلم هجرتني؟ - بكالوريا آداب - الشحاذ

شرح نص: إن تكن تريدني حقًا فلم هجرتني؟

التقديم :

النص مقتطف من رواية الشحاذ لنجيب محفوظ، يمثّل لحظة ضياع وجودي يعيشها عمر الحمزاوي، وفيها يتداخل الحلم بالواقع ويبرز قلق الإنسان أمام الفراغ الروحي والبحث عن معنى الحياة وسط أزمة الوعي.

الموضوع :

يعرض النص حالة من الاضطراب النفسي يعيشها البطل بين حلم مليء بالهواجس والمطاردة، وبين واقع يستعيد فيه وعيه ويتأمل معنى وجوده، كاشفًا عمق أزمته الروحية وسعيه المضني نحو الحقيقة والسكينة.

التقسيم :

  1. المشهد الحلمي (البداية إلى لحظة الألم): أصوات، أشباح، مطاردة، فزع وارتباك.

  2. الانتقال إلى الواقع (فتح العينين واكتشاف السيارة): إدراك الإصابة، صوت الطبيب، استرجاع الوعي.

  3. التأمل والخلاصة (البيت الشعري والصراع الداخلي): سؤال المعنى، استعادة الذات، اليقين بوجود قيمة للحياة.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- يتعلّق الحلم بمشاهد الخوف والمطاردة الصاخبة، أمّا الواقع فيظهر داخل السيارة حيث يعود الوعي ويكتشف البطل جرحه. الحلم موضوعه القلق والضياع، بينما الواقع موضوعه الألم الحقيقي والتفكير في المعنى.

2- كشف الحلم هشاشة البطل الداخلية، شعوره بالعجز والقلق، وضياعه الوجودي أمام معنى الحياة، كما أظهر قلقه من عبث العالم وتوقه للخلاص.

3- الطبيعة تمثل الحقيقة والسكينة، بينما الحلم يجسد الاضطراب والخوف؛ فكلما ضاق به الحلم استنجد بصورة النجوم والحديقة والسرو التي ترمز للسلام والنقاء.

4- الحياة عند الحمزاوي لها معنى، ولا شيء ينتهي أو يكون عبثًا. يستند هذا إلى تجربته المؤلمة وإلى قناعته بأن الوجود يستمد قيمته من الإيمان بحقيقة داخلية تمنح الإنسان التوازن.

5- لأن عثمان خليل رمز للحقيقة واليقين، فجاءت النهاية حلمية وغامضة لتأكيد أن الحقيقة ليست مطلقة، وأن البحث عن المعنى مسار مفتوح لا يُحسم بفصل نهائي واضح.

6- ترتيب الأحداث يبدأ بالواقع (الإصابة)، ثم ينتقل إلى الحلم الذي يجسّد القلق، ثم يعود للواقع مع إدراك الألم والتأمل النهائي. الكاتب كسر التسلسل الزمني عبر المزج بين الوعي واللاوعي ليعكس اضطراب البطل النفسي.

النقاش :

- تُعدّ الرواية ذهنية لأنها تُقدّم صراعًا داخليًا وفكريًا لا أحداثًا خارجية، وتتمحور حول الأسئلة الوجودية ومعنى الحياة.

- لا يمثّل الكاتب شاهدًا على التاريخ مباشرة، بل يرصد أزمة الإنسان المعاصر وصدامه مع العبث والفراغ الروحي.

- النهاية عميقة وموفقة لأنها مفتوحة على التأويل، وتؤكد استمرارية البحث عن الحقيقة ورفض اليأس والاستسلام.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire