شرح نصّ: فضل علم التاريخ
التقديم :
نصّ من مقدّمة ابن خلدون يتناول قيمة علم التاريخ وعلوّ منزلته، وينقد فيه منهج المؤرخين القائم على مجرد النقل، كما يقدّم رؤية علمية تقوم على التحليل والتمحيص وربط الوقائع بقوانين العمران البشري.
الموضوع :
يبيّن ابن خلدون فضل علم التاريخ وشروط المشتغل به، ثمّ يكشف أخطاء المؤرخين إذا اكتفوا بالنقل، فيضبط منهجًا نقديًا علميًا يجعل من التاريخ علمًا يقوم على التحليل والسنن الاجتماعية.
التقسيم :
-
قيمة علم التاريخ (من بداية النص «إعلم أنّ فنّ التاريخ...» إلى «...ومزالّة القدم») – يبيّن فيه شرف التاريخ وفوائده وخطر الاعتماد على مجرد النقل.
-
شروط المؤرخ ومنهجه العلمي (من «ويحتاج صاحب هذا الفن…» إلى «...وأصول كل خير») – يوضّح المعارف المطلوبة للمؤرخ وكيفية تحقيق الأخبار وربطها بقواعد السياسة والعمران.
-
تغيّر الأحوال وسنة الله في خلقه (من «ومن الغلط الخفي في التاريخ…» إلى نهاية النص «...سنة الله التي قد خلت في عباده») – يشرح فيه تغيّر الأحوال عبر الزمن وضرورة مراعاة اختلاف الأعصار لفهم الأخبار وإصابة الحقيقة.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- عرض ابن خلدون مفهوم التاريخ السائد القائم على الرواية، ثم نقده مبينًا أخطاءه ومزالقه، لينتهي بتأسيس مفهوم جديد يجعل التاريخ علمًا يعتمد على قوانين العمران والعلل والسنن الاجتماعية.
2- يشترط ابن خلدون في المؤرخ: الإحاطة بقواعد السياسة والعمران، معرفة اختلاف الأمم والأعصار، حسن النظر والتثبت، ومقارنة الغائب بالشاهد وربط الحوادث بأسبابها.
3- من أساليب الحصر في النص: «إنّما هو اختلاف…»، «لا يقع إلا بعد أحقاب…»، «لا يدوم على وتيرة واحدة»، وهي تراكيب تؤكد طابع النص التعليمي التحليلي.
التفكير وإبداء الرأي :
يرى ابن خلدون أن المؤرخ يحتاج معارف واسعة ليضمن علمية نتائجه؛ لأن الحوادث لا تفهم دون معرفة أسبابها وشروطها، كما أن النقد والمقارنة والتحليل تمنع الوقوع في الخرافات وتقرّب المؤرخ من الحقيقة الموضوعية.
إنتاج كتابي :
يعتبر ابن خلدون أن تغيّر الأحوال سنة إلهية ثابتة، وهذا ينسجم مع رؤيته العلمية للتاريخ، إذ يجعل الحوادث خاضعة لقوانين اجتماعية يمكن دراستها وفهم أسبابها. فالسنن القرآنية تتقاطع مع مفهوم "العمران" عنده، حيث تمرّ الدول بمراحل النشوء والازدهار ثم الضعف، وهو ما يمنح التاريخ بعدًا علميًا قائمًا على التعليل لا على الرواية فقط، ويؤسس لمنهج نقدي يربط بين النص الديني والقوانين الاجتماعية.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire