وصف العصفور الصغير
في صباحٍ هادئ وجميل، خرجت إلى حديقتنا الصغيرة لأستنشاق الهواء النقي. فجأة، لفت انتباهي صوت عصفور صغير يغرد على غصن شجرة قديمة قرب النافذة. كان صوته عذبًا، واضحًا، وكأنه موسيقى جميلة تملأ المكان فرحًا وسعادة. اقتربت لأراه، فوجدته عصفورًا صغير الحجم، ريشه ناعم ولامع، مزيج من اللون الأصفر الفاتح والبني الداكن، وعيناه اللامعتان تشعان حياة وحيوية.
بدأ العصفور يقفز من غصن إلى آخر برشاقة مذهلة، وكأن كل حركة له رقصة في الهواء. كان يرفرف بجناحيه بسرعة ويطير قليلًا، ثم يعود ليقف على غصن آخر، وكأنه يستكشف المكان من حوله. منقاره الصغير كان يلتقط الحبوب والبذور من الأرض بعناية شديدة، ويضعها في فمه بسرعة، بينما ينظر حوله بحذر وفضول.
اقتربت أكثر، ولاحظت كيف يبني عشه بعناية. جمع القليل من القش وأوراق الأشجار اليابسة، ورتبها بطريقة مذهلة لتصبح بيتًا صغيرًا دافئًا لصغاره. رأيت في عينيه الحرص والعناية، وكأنه يعرف أنّ هذا العش سيكون ملاذه وملاذ صغاره، فشعرت بالانبهار من ذكاء هذا الطائر الصغير وعمله المستمر.
وبينما كنت أراقبه، جاء نسيم الصباح العليل يحرك الأغصان برفق، فأطلق العصفور جناحيه وطار في الهواء، يحركهما برشاقة وسرعة كأنه يرقص مع الريح. غرد مرة أخرى بصوت أجمل، وكأنّه يخبر العالم بأن الحياة جميلة ومليئة بالحيوية والمرح.
هذا العصفور علّمني الكثير في ذلك اليوم. لقد رأيت فيه الحرية، والبهجة، والعمل الدؤوب، والاعتناء بالصغار، والقدرة على مواجهة تحديات الطبيعة الصغيرة. أدركت أنّ العصفور ليس مجرد طائر صغير، بل هو رمز للجمال والحرية والنشاط، وأن مراقبته تمنح الإنسان شعورًا بالسلام والفرح في القلب.
منذ ذلك اليوم، أصبحت أخرج كل صباح لأراقب العصفور، أستمع إلى أغنياته، وأتأمل ريشه الملون وحركاته المرحة، وأشعر أن الطبيعة تمنحنا دروسًا لا تُنسى عن الحياة والعمل والاهتمام بالآخرين.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire