شرح نص فضائيات الصخب
التقديم :
نص «فضائيات الصخب» مقال فكري نقدي لعبد العزيز المقالح نُشر سنة 2007، ينتقد فيه واقع القنوات الفضائية العربية وانحراف كثير من برامجها عن دورها التوعوي والثقافي.
الموضوع :
نقد انحراف الفضائيات العربية بين الإمتاع والصخب والدعوة إلى إعلام واعٍ ومسؤول.
التقسيم :
-
مرحلة الإعجاب والانبهار (من كلمة: "لا أخفي حقيقة البهجة" إلى كلمة: "العالم كله صار في متناول يدي")
-
مرحلة النقد والتحفّظ (من كلمة: "لكن هذه الخيلاء…" إلى كلمة: "شرح وجهات النظر")
-
مرحلة التقييم والإصلاح (من كلمة: "لقد تكاثرت الفضائيات…" إلى نهاية النص)
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- يتدرج موقف الكاتب من الإعجاب بالفضائيات لما تمنحه من متعة وسعة اطلاع، إلى التحفّظ تجاه انحرافها عن رسالتها، ثمّ إلى موقف إصلاحي يدعو فيه إلى إعلام منضبط وواعٍ يؤدّي دوره الثقافي والتربوي.
2- يتمثل الانحراف في تفاهة البرامج، والصخب، والحوارات الاستفزازية، والعنف اللفظي، مما يؤدي إلى نشر الجهل، تغذية التعصب، إفساد الذوق العام، وإضعاف ثقافة الحوار.
3- أسهم استعمال أدوات التأكيد في ترسيخ أفكار الكاتب، بينما مكّنه النفي من نقض الآراء الجاهزة، فزاد خطابه قوة إقناعية وتأثيرًا في القارئ.
4- من إيجابيات الفضائيات: توسيع حرية التعبير، دعم التعدد الفكري، نشر الثقافة، وفتح مجال أوسع للحوار، وتمسّ هذه الإيجابيات مجالات الفكر، السياسة، الثقافة، والفن.
التفكير وإبداء الرأي :
أشاطِر الكاتب موقفه من البرامج الحوارية إلى حدّ بعيد، لأنّ كثيرًا منها تحوّل من فضاء للنقاش الهادئ إلى ساحة للصراخ والتجريح وتبادل الاتهامات، فغابت الحجة وحضر الانفعال. وقد لاحظنا كيف أصبح بعض المنشّطين يسعون إلى الإثارة ورفع نسب المشاهدة على حساب المضمون، مما أفقد هذه البرامج قيمتها التربوية والإعلامية. كما أنّ هذه المآخذ لا تقتصر على البرامج الحوارية فقط، بل تطال كذلك عديد البرامج الترفيهية التي تشجّع التفاهة، وبرامج المسابقات التي تروّج للاستهلاك السريع، بل وحتى بعض البرامج الثقافية التي فقدت عمقها وأصبحت سطحية في الطرح. لذلك يبقى المشاهد مطالبًا بالوعي والتمييز بين ما ينفعه وما يضرّه.
الإنتاج الكتابي :
تتباين مواقف الجمهور العربي من البرامج التي تبثها الفضائيات بين القبول والرفض والتحفّظ. فهناك فئة ترى في البرامج الترفيهية متنفسًا بعد عناء العمل والدراسة، فتقبل عليها بشغف لما تمنحه من ضحك وتسليّة، في حين ترى فئة أخرى أنّ هذه البرامج تكرّس السطحية وتُبعد الشباب عن القيم الجدية. أمّا البرامج الاجتماعية، فهي تحظى بمتابعة واسعة لأنها تطرح مشكلات واقعية تهمّ الأسرة والمجتمع، غير أنّ بعضها ينزلق إلى الإثارة والمبالغة بدل البحث عن حلول حقيقية. أمّا البرامج الثقافية، فرغم أهميتها في بناء الوعي، فإنّ الإقبال عليها ضعيف بسبب هيمنة الترفيه والصخب. وتترك هذه البرامج آثارًا متباينة في المتلقي العربي، فهي قد تساهم أحيانًا في توسيع أفقه وتعريفه بقضايا العصر، وقد تؤدي أحيانًا أخرى إلى تسطيح فكره، وتوجيه اهتمامه نحو التوافه بدل القضايا المصيرية. ومن هنا تتأكد ضرورة الوعي الإعلامي في اختيار ما يُشاهَد، حتى لا يتحول الإنسان إلى متلقٍّ سلبيّ فاقد للتمييز.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire