شرح نص «مازال الرجل طفلاً»
التقديم :
نصّ مسرحيّ مقتطف من «مازال الرجل طفلا» لتوفيق الحكيم، يندرج في مرحلة العرض المسرحي، ويكشف عبر حوارٍ بين العبد والجلاد والساحر والعذراء عن حال الملك، واضطرابه، وخوف شخصيات القصر، مع حضورٍ قويّ للغموض والرمز في مشاهد الليل والمصباح والشرفة، وارتباط مصير الجميع بأمر العذراء.
الموضوع :
يتناول النصّ توتّر القصر واضطراب الملك ودمويّة ماضيه، مع بروز شخصية العبد الباحث عن النور والعذراء، والانكشاف التدريجي لسرٍّ غامض مرتبط بالجنون والخوف والمصباح والليل.
التقسيم :
-
الجزء الأول: حوار العبد والجلاد حول ضوء حجرة الملك وسرّ حاله وماضيه
من قوله: «أيها الجلاد، انظر! ما هذا الضوء المتفجر هناك...» إلى قوله: «لا أحد يدري.» -
الجزء الثاني: مشهد الساحر وإطفاء المصباح ورحيل الجلاد
من قوله: «الساحر: (خارجًا من داره في حذر فيباغت) من هو؟» إلى قوله: «... فيغلق باب داره ويختفي سريعًا في طريق غير طريق الجلاد.» -
الجزء الثالث: حوار العبد مع العذراء وتحذيرها له
من قوله: «العبد: (يظهر) واهًا لمن حكم عليه بالسير في الظلام!» إلى نهاية المنظر: «اذهب...»
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- ينقسم النصّ إلى ثلاثة حوارات متعاقبة: العبد مع الجلاد، ثمّ مع الساحر، ثمّ مع العذراء (صوتًا)، وهو تقسيم قائم على تغيّر المتحدّث.
2- مؤشرات الانتماء لمرحلة العرض واضحة في تقديم المكان (الليل، الطريق، الشرفة)، والتعريف بالشخصيات، وذكر ماضي الملك وسبب جنونه، ممّا يؤسس أرضية الحدث قبل تطوّره.
الحوار :
3- محور الحديث في البداية العبد والجلّاد؛ فالجلاد يخبر ويكشف أسرار القصر، والعبد يستفهم ويتحرى، مما يدل على علاقة فضول وخوف وعدم ثقة.
4- الفقرات الطويلة في كلام الجلاد والعذراء تُستخدم لشرح خلفية الحدث وتقديم وضع الملك ومصير العذارى، وهي وظيفة أساسية في مرحلة العرض.
5- نهض الحوار بوظيفتي تقديم الشخصيات (مثل خوف الجلاد وفضول العبد واضطراب الملك)، ووظيفة الإخبار عبر كشف تاريخه وسبب العادة الدموية، ممّا يعوّض السرد ويوضح المعطيات.
الشخصيات :
6- حضور العبد طاغٍ لأنه محور البحث عن الحقيقة، وكل مخاطباته استفهامية متتابعة، تكشف رغبة في المعرفة وخروج من الظلام إلى النور.
7- الشخصيات الأخرى تتعلّق به وظيفيًا: الجلاد مصدر المعلومات، الساحر خصم خفي يطرده، العذراء غاية بحثه، والملك تهديدٌ دائم لحياته.
الإشارات الركحية :
8- جاءت قصيرة لأن النص الرمزي يترك للمخرج حرية التأويل، وهذا مستحب في المسرح الفكري. القِصر يحافظ على إيقاع الحوار ويبرز المعنى دون إثقال المشهد.
9- صنفان: إشارات حركة مثل «ينظر، يقود، يختفي» وظيفتها ضبط الأداء، وإشارات جوّ مثل «ليل بهيم، شرفة مظلمة» لتكوين المناخ الرمزي وإيحاء الغموض والخوف.
القضايا :
10- يريد العبد معرفة من تكون العذراء وما سرّ الملك، ودلّ على ذلك كثرة استفهاماته: «من هي؟»، «أو ما أن لي أن أراها؟»، «وماذا يريد الملك أن يعلم؟».
11- ما يبحث عنه يوحي بأن المسرحية تعالج موضوع البحث عن الحقيقة وسط الظلم والجهل، وأن طريق النور محفوف بالخطر.
12- القول «مازال الرجل طفلاً» يرمز إلى سذاجة الإنسان وضعفه أمام غرائزه والخوف من المجهول. وفي العرض يتجلى ذلك في الملك الواقف كطفل عاجز، والعبد المندهش الذي يخوض أول خطوة نحو الحقيقة.
النقاش :
➤ يظهر صدى موقف توفيق الحكيم القائل بأن التجديد إضافة لا إلغاء، من خلال استلهام قصة شهرزاد وشهريار دون تكرارها؛ إذ أبقى صورة الملك وسرّ العذراء، لكنه غيّر الوظائف والأبعاد والمعاني، فجعل الصراع رمزيًا لا سرديًا.
➤ فكرة مندور حول اكتمال الأزمة قبل رفع الستار تتجلى بوضوح، فالنص يكشف منذ العرض جنون الملك وماضيه الدموي وخوف الشخصيات، مما يجعل الأزمة قائمة قبل بداية الأحداث الفعلية.
➤ الصورة البشعة للآدمي في «دَنّ الزيت» لا تنسجم مع روح المسرح الكلاسيكي، لكنها مناسبة للمسرح الرمزي والفكري الذي يسعى إلى الصدمة، وفضح القسوة، وإثارة الأسئلة حول الإنسان والسلطة والمعرفة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire