lundi 8 décembre 2025

شرح نص صِدام أم ذوبان؟ - بكالوريا شعب علمية - في حوار الحضارات

شرح نص صِدام أم ذوبان؟

التقديم :

نصّ نثريّ مقتطف من رواية «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، يعرض جانبًا من تجربة إسماعيل في إنجلترا وما أحدثته من تحوّل نفسيّ وحضاريّ في شخصيّته عبر علاقته بزميلته ماري.

الموضوع :

يبيّن الكاتب أثر الاحتكاك بالحضارة الغربية في شخصية إسماعيل من خلال تقابل رؤيته مع رؤية ماري للحياة والحرية والعلاقات الإنسانية، وما ينتج عن ذلك من صراع داخلي وعوائق في الحوار بين الشرق والغرب.

التقسيم :

  1. تحوّل إسماعيل بعد إقامته في إنجلترا (من بداية النص إلى «في الروح الإنسانيّة أيضًا»): عرض موجز لنتيجة التحوّل وعلاقته بماري وما فتحته له من آفاق جديدة.

  2. اختلاف نظرة إسماعيل وماري إلى الحياة (من «قال لها يومًا» إلى «أخشى ما يخشاه هو الحرية»): تقابل بين حياتين؛ حياة منظمة تخاف الحرية وأخرى متجددة ترفض القيود.

  3. اختلافهما في النظر إلى الناس والعلاقات (من «كانت هبتها له» إلى آخر النص): إسماعيل يرى التعارف صدامًا، وماري تراه لقاءً حرًا بعد أن تخلّصت من «الأوشاب» الاجتماعية.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1- بنى الكاتب نصه على الانتقال من الحاضر إلى الماضي؛ عرض أولًا ما انتهت إليه شخصية إسماعيل بعد سبع سنوات من الإقامة في إنجلترا، ثم عاد يستقصي أسباب هذا التحوّل بالتفصيل: انغماسه في اللهو، علاقته بماري، اكتشافه جمال الطبيعة والفن، واختلاف رؤيته للحياة، فانتقلت البنية من النتيجة المجملة إلى الأسباب المفصّلة.

2- التقابل بين الشخصيتين واضح: إسماعيل شرقيّ يبحث عن برنامج ثابت ويخشى الحرية ويرى في الدين والتقاليد مشجبًا يتعلّق به، أمّا ماري فغربية تؤمن بالحياة المتجدّدة، ترفض القيود وتريد أن يكون المشجب في النفس. هذا التقابل كوّن تفكيرًا محافظًا متردّدًا عند إسماعيل، في مقابل تفكير حرّ منفتح عند ماري، فبرز الفارق الحضاري بين عقليتين.

3- يعني قوله «التعارف عنده اصطدام بين الشخصيات يخرج منه ظافرًا أو خاسرًا» أنّ إسماعيل يرى العلاقة بالآخر معركة نفسية يُحاسِب فيها نفسه والناس، فينتظر حُكمهم عليه ويخاف الانهزام، فلا يتعامل معهم بوصف اللقاء مشاركة إنسانية، بل مواجهة تنتهي بنصر أو خسارة، وهو دليل على ضعف الثقة بالنفس وسيطرة منطق الصراع.

4- من عوائق الحوار في النص: الخوف من الحرية لدى إسماعيل، والتشدّد في التمسّك بالماضي والتقاليد، والاهتمام المفرط بنظرة الناس وحكمهم عليه، مقابل رفض ماري للجمود وخشيتها من القيد. كما أنّ اختلاف المرجعية القيمية (دين، تربية شرقية مقابل ثقافة غربية فردية) يجعل التفاهم صعبًا ويُولّد سوء فهم دائمًا بين الطرفين.

التفكير وإبداء الرأي :

5- لا أوافق على الرأي القائل إنّ كل من احتك بالحضارة الغربية منته لا محالة إلى الانصهار؛ فذلك يحدث فقط عند من يفتقر إلى الوعي والثقة بالذات. أمّا من يملك شخصية متوازنة فيستطيع أن يستفيد من العلم والتنظيم والحرية في الغرب، دون أن يتخلّى عن هويته وقيمه، فيحوّل الاحتكاك إلى فرصة للتكامل لا إلى سبب للذوبان.

الإنتاج الكتابي :

ينبهر بعض المقيمين في أوروبا بحضارة الآخر لأنهم يلمسون بأعينهم تقدّمًا علميًا وتقنيًا كبيرًا وتنظيمًا دقيقًا للحياة العامة واحترامًا لحقوق الإنسان، فيرون في هذه الحضارة نموذجًا يحتذى. في المقابل يتحفّظ آخرون من تأثيراتها، إذ يخشون أن يؤدّي الانبهار الأعمى إلى التفريط في اللغة والدين والعادات، فيتبدّل الانتماء شيئًا فشيئًا. ومن ثَمّ يبدو الموقف المتوازن هو الأعدل: أن نعترف بما في الحضارة الغربية من إيجابيات نستفيد منها، مع التمسّك بجذورنا الثقافية والقيمية حتى لا نفقد أنفسنا ونحن نبحث عن التقدّم.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire