jeudi 4 décembre 2025

شرح نص قمر يفقد صوابه - بكالوريا آداب - مسرحية شهرزاد

شرح نص قمر يفقد صوابه

التقديم :

نصّ حواري مقتطف من مسرحية «شهرزاد» لتوفيق الحكيم، يقدّم لحظة احتدام الصراع النفسي بين قمر وزير شهريار والملك نفسه على خلفية خبر علاقة العبد بشهرزاد، في فضاء خان أبي ميسور حيث تختلط الإشاعة بالعاطفة، وتتواجه صورة القلب الغيور مع العقل المتظاهر بالهدوء.

الموضوع :

يتناول النصّ مواجهة حادّة بين قمر الغيور وشهريار المتظاهر بالبرود إثر سماع خبر يمسّ شرف شهرزاد، فيكشف اضطراب قمر العاطفي وتحول شهريار إلى لا مبالاة ظاهرة تجاه عالم الجسد والحبّ وصراع القلب والعقل حول معنى الوفاء والخيانة.

التقسيم :

  1. من بداية النص إلى «يكاد من الذعر أعود إلى جلدي» : حوار أبي ميسور والجلاد ونقل خبر العبد.

  2. من «قمر: قمر ما بك؟» إلى «جفف عينيك» : انفجار قمر غضبًا وبكاءً واتهامه شهريار بالتنصل من آدميته.

  3. من «قمر: أتسخر مني؟» إلى نهاية النص : حوار عقلي/وجداني حول حب شهرزاد، والخيانة، وتحوّل شهريار إلى اللامبالاة.

الإجابة عن الأسئلة :

بناء النص والحوار

1- ينقسم النص اعتمادًا على ثنائية المتخاطبين إلى حوار بين أبي ميسور والجلاد يقدّم الخبر، ثم حوار بين قمر وشهريار يركّز على الصراع النفسي، كما يمكن تقسيمه حسب تصاعد الانفعال إلى: خبر، فصدمة، فبكاء، فحوار عقلي هادئ نسبيًا.

2- أدّى الحوار بين أبي ميسور والجلاد وظيفة إخبارية بنقله خبر العبد وقربه من شهرزاد، ووظيفة تأثيرية بإثارة ذعر أبي ميسور وانفجار غيرة قمر، ووظيفة درامية لأنه أطلق الشرارة التي تدفع الحدث إلى المواجهة الأساسية بين قمر وشهريار.

3- تجاوز قمر منزلته في كلامه مع شهريار والزبائن حين شتمهم بقوله «أيتها الكلاب القذرة! أيتها البهائم!» واتهم الملك بالحقارة والشقاء وتحدّث إليه من موقع العاتب لا التابع؛ ويُفسَّر ذلك بفقدانه السيطرة تحت ضغط الغيرة الشديدة وحبّه الملتهب لشهرزاد واعتقاده أنّ شرفها مسؤولية مشتركة.

الشخصيات والإشارات الركحية

4- يتهم قمر شهريار بالتنصل من طبيعته البشرية لأنه يتصنّع الجمود ويتظاهر بالهدوء، يردّ على الانفعالات بعبارة «لا بأس»، ويحاول محو غيرته القديمة التي دفعته إلى قتل زوجته الأولى، فيبدو كمن يريد أن يتجاوز آدميته ليظهر ملكًا فوق العواطف، بينما يرمز قمر إلى القلب الذي يرفض هذا التعالي ويدافع عن إنسانية الحب.

5- الإشارات الركحية مرتبطة بالحوار لأنها تجسّد ما يخفيه الكلام من انفعالات، وترتبط بالفرجة لأنها تمنح المتفرّج صورة حيّة لحال الشخصيات؛ فوثب قمر، وتغيّر وجهه، وسيلان دموعه كلّها تبرز حالته من الغضب والانهيار وتُبرز حدة الأزمة التي يعيشها.

القضايا

6- موقف قمر من علاقة العبد بشهرزاد هو اعتبارها خيانة لا تُغتفر تستوجب العقاب، لذلك يذكّر الملك بواجبه ويشير إلى سيف الجلاد كما فعل مع زوجته الأولى؛ وهكذا تُربط فكرة «الخيانة» في وعيه ببناء الفاجعة التراجيدية القائمة على الدم والثأر للشرف.

7- يتجلّى تحوّل شهريار إلى اللامبالاة في رفضه تكرار قتل بدافع الغيرة، وفي هدوئه المبالغ فيه واكتفائه بعبارات قليلة مثل «لا بأس» وسخريته من اعتقاد قمر بأنه يحب شهرزاد، مما يدل على أنه اختار أن يهرب إلى لا مبالاة ظاهرية تجاه عالم الجسد حتى لا يعترف بجرحه القديم وضعفه.

النقاش

8- قد تُحدث شخصية شهريار في المتفرّج خليطًا من الشفقة والغضب والسخرية؛ يُشفق عليه لأنه يخفي جرحًا عميقًا دفعه إلى إنكار عواطفه، ويغضب أو يسخر منه لأنه يتقنّع بالقوة والعقلانية بدل مواجهة حقيقته الإنسانية والاعتراف بحبّه وضعفه مثل قمر.

9- حبّ قمر لشهرزاد حبّ متملّك عنيف يقوم على الغيرة والاستعداد للتضحية حتى بالبكاء والمهانة، بينما يتعامل شهريار مع حبّه القديم كجرح يريد نسيانه فيتظاهر بالتعالي واللامبالاة؛ وبذلك يبدو الحب في النص قوّة جارحة تكشف ضعف الإنسان وتفجّر صراعه الداخلي أكثر مما تمنحه الطمأنينة والسعادة، وهو ما يجعله في نظري حبًا غير متوازن يدمّر صاحبه إن لم يُضبط بالعقل.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire