شرح نص: الغرب في مرآة الذات
التقديم :
نصّ «الغرب في مرآة الذات» مقتطف من رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» للكاتب السوداني الطيب صالح، يندرج ضمن محور الثقافة والحضارة ويطرح إشكال علاقة الشرق بالغرب في ضوء تجربة الغربة والعودة.
الموضوع :
يعرض النصّ مشاعر الراوي عند عودته إلى أهله، ونظرة أهل القرية إلى أوروبا، ومحاولته تصحيح صورتهم عن الغرب والتأكيد على وحدة الإنسان رغم اختلاف الحضارات.
التقسيم :
- من «عدتُ إلى أهلي يا سادتي…» إلى «في فراشي الذي أعرفه»: لحظة العودة واسترجاع جوّ الألفة والطمأنينة.
- من «جاءت أمي تحمل الشاي…» إلى «هذا مصطفى»: صورة الحياة العائلية وظهور شخصية مصطفى.
- من «سألوني عن أوربا…» إلى نهاية النص: تساؤلات الأهل حول الغرب وتصوّرهم لحضارته وتصحيح الراوي لهذه الصورة.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
1- يقوم النص على لحظتين: لحظة اللقاء بالأهل وما فيها من حنين وطمأنينة، ولحظة الحديث عن أوروبا حيث تتحوّل الجلسة العائلية إلى مجال لطرح الأسئلة عن الغرب وحضارته.
2- لجأ الراوي إلى الحوار الباطني لأنه يخشى أن يُسِيءَ محجوب فهم كلامه أو يعدّه غرورًا؛ فقوله «مثلنا» يعبّر عن انتمائه لجماعته، أمّا «مثلهم» فيكشف مسافة أحدثها الاحتكاك بالحضارة الغربية بينه وبين أهله.
3- يُبيّن الراوي أن الغربيين يشبهوننا في جوهر حياتهم: يتزوّجون ويربّون أبناءهم ويعملون، غير أنّهم أقدر على التنظيم والتخفيف من مظاهر الضعف الاجتماعي، في حين يظل الشرق أقلّ تقدّمًا في هذا المجال.
4- يظهر تمثّل الغرب في أسئلة الأهل عن النساء السافرات، والرقص، والعيش «بالحرام»، والغلاء، وكونهم مزارعين أو لا؛ وكلّها تصوّرات نابعة من مخاوفهم وجهلهم المباشر بحضارة الآخر.
التفكير :
ساهم التطوّر الإعلامي في إزالة كثير من الصور الضبابية عن الغرب، فبفضل القنوات الفضائية والإنترنت ووسائل التواصل أصبحنا نرى حياة الناس هناك كما هي، في العمل والمدرسة والبيت. وهذا الالتحام اليومي بالصور والأخبار جعل النظرة أكثر واقعية، تقوم على المعرفة المباشرة لا على الشائعات والخيال الشعبي.
إنتاج كتابي :
ينظر بعض الناس إلى أوروبا من زاوية عقائدية فيختزلونها في مظاهر التبرّج والحرّيات الفردية، فيصدرون أحكامًا صارمة بالرفض والإدانة. بينما يختار آخرون زاوية علمية فيلاحظون تقدّمها في البحث والتكنولوجيا واحترام القانون وحقوق الإنسان، فيتّخذون منها شريكًا في التعلّم والتبادل. وهكذا يختلف التعامل مع الأوروبي تبعًا لاختلاف المرجعية: بين من يغلق الأبواب باسم الخوف على الهوية، ومن ينفتح بثقة ناقدة بحثًا عن الحوار والاستفادة المتبادلة.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire