mercredi 10 décembre 2025

موضوع تعبير عن مساعدة المحتاجين

موضوع تعبير عن مساعدة المحتاجين

في يومٍ شتوي بارد، استيقظتُ وأنا أشعر برغبة غريبة في فعل شيء مفيد. كان المطر يتساقط خفيفًا، والريح تعصف بين الأشجار. جهّزت نفسي للذهاب إلى المدرسة، وحملت حقيبتي وخرجت. وبينما كنت أسير في الطريق، شدّ انتباهي رجل مسنّ يجلس على أحد المقاعد قرب الدكان، يرتجف من شدّة البرد، وثيابه خفيفة جدًا.

توقّفتُ قليلًا أتأمل ملامحه الحزينة. كان يبدو متعبًا وكأنه ينتظر من يمدّ له يد المساعدة. شعرتُ حينها بقلبي ينقبض، ومرّت في رأسي صور كثيرة عن قيمة الرحمة التي تعلمناها في البيت والمدرسة. تذكّرت كلام أمي عندما كانت تقول لي: "يا بني، كل عمل خير تقوم به يعود إليك فرحًا في قلبك قبل أن يصل إلى غيرك."

دخلتُ المقهى مسرعًا، واشتريت كوبًا من الشاي الساخن، وقدّمته للرجل العجوز. نظر إليّ بابتسامة لم أرَ مثلها من قبل، وقال بصوت مرتجف:
"بارك الله فيك يا بني… لقد أنقذتني من هذا البرد."

شعرتُ بدفء غريب ينتشر في صدري، وكأن هذا الشكر كان أجمل هدية في ذلك اليوم. لم أساعده بمال كثير ولا بأشياء كبيرة، لكنّني أدركت أنّ أبسط عمل يمكن أن يغيّر يوم شخص محتاج.

بعد المدرسة، أخبرتُ أصدقائي بما حدث، واقترحتُ عليهم أن نقوم بعمل جماعي لمساعدة المحتاجين في حيّنا. تحمّس الجميع، وبدأنا نجمع الملابس الدافئة التي لم نعد نستعملها، ونرتّبها في صناديق جميلة. ثم ذهبنا إلى بعض العائلات المحتاجة ووزّعناها. كانت السعادة تملأ وجوه الجميع، وكأننا اكتشفنا سرًا جميلًا: أن العطاء لا يُنقص شيئًا منّا، بل يزيدنا سعادة وقوة.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحتُ أؤمن بأن مساعدة المحتاجين ليست مجرّد واجب، بل هي طريقة تجعلنا نشعر بأننا جزء من مجتمع يحب الخير ويزرع الأمل في قلوب الضعفاء. وعرفتُ أنّ العالم يصبح أجمل عندما نتعاون ونرحم بعضنا البعض، وأن كل عمل صغير نقوم به قد يفتح أبوابًا كبيرة من الفرح للآخرين.

وهكذا تعلّمت من ذلك الرجل العجوز درسًا لن أنساه أبدًا: أن الرحمة هي أجمل صفة يمكن أن يحملها الإنسان، وأن مساعدة المحتاجين تجعلنا أكثر إنسانية وطيبة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire