mercredi 10 décembre 2025

تعبير عن وصف الحصان

تعبير عن وصف الحصان 

منذ أن كنت صغيرًا، كنت أزور مزرعة عمي كل صيف، وهناك تعلّقت روحي بحصانٍ مميز اسمه “برق”. لم يكن مجرد حيوان بالنسبة لي، بل كان عالمًا كاملًا من الجمال والقوة والهدوء. وكلما اقتربت منه، شعرت كأنني أقف أمام لوحة فنية حيّة تتحرك مع نسمة الريح.

كان برق حصانًا عربيًا أصيلًا، تشهد ملامحه على سلالةٍ عريقة. يقف دومًا بشموخ، وكأنه فارس لا يخشى شيئًا. جسده نحيل وقوي في الوقت نفسه، يشبه قوسًا مشدودًا في استعداد دائم للانطلاق. شعره البنيّ الناعم يتلألأ تحت الشمس كخيوط من الحرير، بينما يمتد ذيله الطويل كجدولٍ من الليل ينساب مع كل حركة يقوم بها.

لكن أكثر ما كان يخطف بصري هما عيناه الواسعتان، التي تجمعان بين الذكاء والحنان وحبّ الاستكشاف. كنتُ أحيانًا أقترب منه وأطيل النظر فيهما، فيشعر بي ويقرب رأسه، وكأنه يخبرني بأنه يفهم كل ما أفكر فيه.

وذات مساء، عندما كانت الشمس تميل نحو المغيب وتلوّن السماء بأحمرها الهادئ، أخذني عمي إلى الحظيرة وقال لي:
"اليوم، ستأخذ برقًا في جولة وحدك."
لم أصدق أذني. وضعت يدي على رقبته وشعرت بدفء لم أشعر به من قبل. كان يتنفس ببطء، كأنه يطمئنني بأن كل شيء سيكون بخير.

اعتليتُ ظهره، وما إن لمست قدماه الأرض حتى انطلق بخفة، كأن الريح تحملنا معًا. خطواته ثابتة، رشيقة، تنسج فوق التراب موسيقى خفيفة. شعرت بأن العالم كلّه يركض معنا، وأن قلبي يسبقني فرحًا. كلما أسرع، كان شعره يتطاير حولي كأجنحة صغيرة، وكنت أضحك دون توقف، كطفل اكتشف الحرية لأول مرة.

ومع غروب الشمس، توقّف “برق” فوق تل صغير، وكأنه يعرف أنني أريد لحظة هدوء. نزلت عنه ووقفت بجانبه، أمدّ يدي على رأسه وأمسحه برفق. كان يتنفس بعمق، وصدره يرتفع ويهبط في انسجام تام مع الطبيعة حولنا. تلك اللحظة جعلتني أرى الحصان بعينٍ جديدة: ليس مجرد مخلوق قوي، بل صديق وفيّ، يحمل في داخله قلبًا نقيًا وروحًا لا تعرف إلا الصدق والحرية.

ومنذ ذلك اليوم، كلما سمعت وقع حوافر حصان أو رأيت صور الخيول، يعود إلى ذهني “برق” بكل تفاصيله: قسماته الهادئة، سرعته المدهشة، صوته الرقيق، وقلبه الذي يشبه الصحراء في عمقها واتساعها.
وصف الحصان

0 commentaires

Enregistrer un commentaire