شرح نص القصاص له حدود
التقديم :
النصّ حواري مقتطف من مسرحية تاريخية تتناول استبداد الحاكم مراد، الذي يقرّر معاقبة مدن بأكملها بالفتك والتدمير، فيواجه من حاشيته تردّدًا وخوفًا ومحاولات فاشلة لإثنائه عن عزمه. يعكس النصّ الصراع بين نزعة السلطة والقسوة من جهة، وصوت العقل والرحمة من جهة أخرى.
الموضوع :
يُصوّر النصّ طغيان الحاكم مراد الذي يتذرّع بالقصاص ليبرّر العنف والانتقام، ومعارضة بعض مستشاريه الخجولة أمام استبداده.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
1- من الموجّه للحوار مراد أم الحاشية؟ ادعم جوابك.
الموجّه للحوار هو مراد، لأنه يتحكم في مجرى النقاش ويصدر القرارات الحاسمة، بينما تكتفي الحاشية بمحاولات مترددة لإقناعه دون أن تغيّر موقفه.
2- بيّن كيف ترابطت مخاطبات أفراد الحاشية.
ترابطت مخاطباتهم في سياق واحد هدفه ثني مراد عن قراره، فكل شخصية تدلي برأي مكمل لرأي الآخر، لكنّ تسلّط مراد قطع تسلسل الحديث وأضعف حججهم.
3- أي دور اضطلع به كل من حمودة وسعد في توجيه الحوار؟ وهل تمكّنا من تحقيق ما طلبا؟ بيّن ذلك.
قاما بمحاولة تهدئة مراد واقتراح أخذ مال الخزينة قبل تدمير المدن، لكنّهما فشلا لأن مراد أصرّ على قراره ورفض أي نقاش يخالف عزمه.
في الحجاج :
4- صنّف حجج الحاشية في محاولتها إقناع مراد بالتراجع عن قراره الفتك بالمدن.
الحجج كانت دينية (القيروان مدينة الصحابة والعلماء)، وأخلاقية (أهلها طيبون)، وعقلانية (الانتقام يضرّ بالملك).
5- بم واجه مراد تلك الحجج؟ وهل كان تفاعله واحدًا مع جميع محاوريه؟
واجهها بالرفض والسخرية والتكرار المتحدّي، ولم يكن تفاعله واحدًا، فقد غضب من المعارضين وتظاهر بالإعجاب بمن أيّده.
6- هل تمكن كل طرف من التأثير في الآخر؟ بم تعلل ذلك؟
لم يتمكن أحد من التأثير في مراد بسبب عناده واستبداده، كما أن الحاشية كانت خائفة وضعيفة لا تجرؤ على المواجهة.
7- بم تفسّر خلوّ الحوار في هذا النص من المخاطبات المطوّلة مع قلّة الإشارات الركحية فيه؟
لأن الهدف إبراز حدة الموقف وتوتّره النفسي والسياسي أكثر من التمثيل الحركي، فجاء الحوار قصيرًا ومباشرًا يعكس الصراع الداخلي.
8- لم حرص مراد على سرد صور التعذيب الذي يمارسه على خصومه؟
ليُظهر قوّته وسطوته، وليُرهب الآخرين، كما يكشف عن تلذّذه بالعقاب وانحرافه عن معنى القصاص إلى حبّ الانتقام والتنكيل.
التوظيف :
عندما أمسك إبراهيم الشريف بذراع مصطفى قارة وأعاده إلى القاعة، أراد منعه من الانسحاب خوفًا من بطش مراد. هذا المشهد يرمز إلى هيمنة الخوف وضعف الموقف الإنساني أمام السلطة، كما يُعدّ تمهيدًا لتصاعد الأحداث لاحقًا.
التقويم :
انحرف مراد من القصاص العادل إلى التنكيل الظالم، إذ تحوّل هدف العقاب من ردّ المظالم إلى الانتقام، مما أبرز قسوته واستبداده، وفضح سقوط مفهوم العدالة تحت نزعة الجبروت.
الاحتفاظ ب :
يوضح النصّ كيف يمكن أن يتحوّل القصاص إلى وسيلة للظلم حين يُفقد بعده الإنساني. كما يكشف عن دور الحاشية في تبرير الاستبداد، ويبرز قيمة الرحمة والعقل أمام التسلّط والعنف.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire