شرح قصيدة قُبحًا لوجهك يا زمان
التقديم :
تأتي هذه القصيدة في رثاء أبي شجاع فاتك، أحد فرسان القرن الرابع، وقد نظّمها المتنبي بعد سماع خبر موته، فجمع فيها بين الحزن والغضب والحماسة، وصوّر المرثي مثالاً للفروسية والشجاعة، واتّخذ من هجاء الخصوم والزمان وسيلة لتمجيد الفارس الراحل.
الموضوع :
رثاء حماسيّ يمجّد بطولة أبي شجاع ويكشف ظلم الزمان وندرة الفرسان.
التقسيم :
-
ذمّ الزمان واتهامه بالجور
- لعن الزمان لكونه يُميت الشجعان ويُبقي الجبناء.
-
تمجيد شخصية المرثي
- صورة الفارس الشجاع ومرتع سيفه في كل قوم.
-
تعظيم أثَر موته في ميادين الحرب
- توقّف الطعن والطراد وغياب الفروسية بعد رحيله.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- يمهّد البيت الأول لبقية القصيدة لأنه يفتتحها بذمّ الزمان ثم يبيّن لاحقًا سبب هذا الذم وهو موت فارس عظيم وبقاء الجبناء.
2- العداء ناشئ عن كون الزمان في نظر الشاعر قوة ظالمة تُهلك أهل الشجاعة وترفع أهل الدناءة.
3- يتجلّى الألم في صور النفي والحسرة، ويتجلّى التأمل في المقابلات بين الموت والحياة ووصف تغيّر العالم بعد رحيل فاتك.
4- أبرز الشاعر التضاد بين الموت والحياة عبر المقابلة، والصور الحركية التي تتوقف بالموت، وتجاور الألفاظ المتعاكسة لإبراز الفرق بينهما.
5- قدّم المتنبي صورة الفارس المثالي: شجاع، سريع الطعن، مهابة في كل أرض. وهذه الصورة تنتمي مباشرة لفنّ الحماسة وتمجيد الفروسية.
6- جمعت القصيدة بين تقدير الشاعر لبطولة فاتك (معنى)، واستعمال معجم الحرب والحماسة (مبنى)، وإبراز العلاقة الروحية القائمة على الإعجاب والهيبة (مغنى).
النقاش :
• الدعاء على الفرسان في النهاية مناسب لأنه يعظّم المرثي ويبرز تفرد شجاعته وغياب من يواصل طريقه.
• مزج الرثاء بالحماسة والهجاء مبرَّر لأنه يروم إعلاء شأن الفارس بإظهار تهافت خصومه، ويمكن مسايرته ما دام العصر محتاجًا لفرسان مثله.
الحقل المعجمي :
• معجم الحرب: الطراد، القناة، السيوف، الخيل، الرمح، الطعن، الفارس، السنا، مرتع السيف.
• معجم الفروسية: شجاع، ملجأ القوم، سريع الطعنة، ترتعد له الرقاب.
الحقل الدلالي :
الأفعال: قرّ / تصالحت / عفا / ولى → تتوالى دلاليًّا من استقرار الموت، إلى توقف الصراع، إلى اندثار أثر الحرب، ثم انصراف زمن الفروسية بعد رحيل البطل.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire