samedi 15 novembre 2025

شرح قصيدة الحدث الحمراء - بكالوريا آداب - الحماسة

شرح قصيدة الحدث الحمراء لأبي الطيب المتنبي

التقديم :

قصيدة «على قدر أهل العزم» من عيون شعر الحماسة للمتنبي، قالها وهو على ثغر الحدث بعد انتصار سيف الدولة على الروم سنة 343هـ، وفيها يمجّد شجاعة الأمير وبطولته الخارقة في بناء الحصن ومقاومة جموع الأعداء.

الموضوع :

يتغنّى الشاعر ببطولة سيف الدولة في معركة الحدث الحمراء، مبرِزًا شجاعته الخارقة في مواجهة جموع الروم وهزمهم نصرةً للدين.

التقسيم :

  1. البيتان 1–2: تقرير مبدأ عام في تمجيد العزم وعظمة الرجال الكبار.

  2. الأبيات 3–16: تصوير معركة الحدث، قوة العدو وكثرة جيوشه وبطولة سيف الدولة في مواجهتهم.

  3. الأبيات 17–20: نتائج القتال وتمجيد موقف الأمير الذي يقف في وجه الموت منتصرًا.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم والتحليل :

1-

ينقسم النصّ إلى ثلاث وحدات: مقدّمة حكمية تمجّد أهل العزم (1–2)، ثمّ وصف مفصّل للمعركة بين سيف الدولة والروم (3–16)، فخاتمة تؤكّد نتائج القتال وبطولة الأمير في مواجهة الموت (17–20).

2-

نسب المتنبي لسيف الدولة أعمالًا خارقة؛ منها تكليفه بما تعجز عنه الجيوش، وهجومه على جموع العدو القليلة بالعدد من جنده، وبناؤه الحصن وسط القتال، ووقوفه على مقربة من الموت آمنًا. عبّر عن ذلك بالاستعارة مثل «موج المنايا» و«جفن الردى»، وبالمبالغة في تصوير قوّته، وبالتشبيه والكناية عن شجاعته وثباته.

3-

صوّر الشاعر جيش الروم كثرةً هائلة مختلطة الأجناس والألسن، يجرّون الحديد كأنهم خيول مسوّمة، ويتوزّعون بين الشرق والغرب. الغاية من ذلك تعظيم شأن العدوّ ليزداد انتصار سيف الدولة عظمة، وإبراز البطولة العربية التي تقهر هذه الجموع الضخمة.

4-

الإيقاع في القصيدة جَهْريّ قويّ؛ اعتمد بحر الطويل، وتكاثر فيه الحروف الشديدة والألفاظ الحربية، مع توازٍ في التراكيب وتكرارٍ في الصيغ، ممّا أوجد موسيقى صاخبة تتلاءم مع جو الصدام والكرّ والفرّ وتكثّف أجواء الحماسة في النص.

5-

البيتان الأولان يقرّران قاعدة عامة هي أنّ العزائم والمكارم تأتي على قدر عزم أصحابها، أمّا البيتان الأخيران فيجسّدان هذه الحكمة في شخص سيف الدولة الذي يواجه الموت هادئًا باسماً؛ وبذلك ترتبط البداية بالنهاية في بناء دائري يجعل الأمير مثالًا حيًّا للحكمة الافتتاحية.

6-

المؤرّخ يقدّم الواقعة في صورة أخبار وأرقام وأسماء بموضوعية وجفاف، أمّا الشاعر فيحوّلها إلى ملحمة بطولية، يضخّم الأحداث ويستعين بالخيال والصور البلاغية والإيقاع ليجعل من سيف الدولة بطلًا أسطوريًّا، فينتقل من تسجيل الحدث إلى تهييج الوجدان.

7-

حديث الشاعر عن سيف الدولة فردًا وعن الروم جيشًا جماعة يبرز تفوّق الفرد العربي صاحب العزم على جموع الأعاجم، ويجعل من الأمير بطلًا ملحميًّا يقهر الأعداد الهائلة، فيعظّم شأنه في نفوس السامعين ويجسّد قيمة الشجاعة الفردية.

8-

من المعاني المدحية ذات البعد الحماسي: تعظيم عزم سيف الدولة وثباته، وصفه بمنقذ الدين وناصر الإسلام، إبرازه فارسًا لا يخاف الموت ولا تهزّه الجيوش الكثيرة، واعتباره صانع الحدث التاريخي ومحور النصر في معركة الحدث الحمراء.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire