تعريف يعقوب الشراح – أكاديمي وكاتب صحفي كويتي
يعقوب الشراح (1944 – 18 يوليو 2018) هو أكاديمي وكاتب صحفي كويتي بارز، يُعد من الشخصيات التربوية والفكرية التي تركت أثرًا واضحًا في مجال التعليم والثقافة في الكويت والعالم العربي. تميز بعطائه الواسع في ميدان التربية والبحث العلمي، وبنشاطه الثقافي والصحفي الذي عكس اهتمامه العميق بقضايا المجتمع والتعليم والتنمية البشرية. جمع بين الفكر الأكاديمي والعمل الإداري، فكان مثالًا للمثقف الملتزم والباحث الجاد.
1- السيرة الذاتية والنشأة:
وُلد يعقوب الشراح في الكويت عام 1944، ونشأ في بيئة علمية وثقافية شجّعته على حبّ القراءة والبحث منذ صغره. تلقى تعليمه في المدارس الكويتية، ثم واصل دراساته الجامعية في الخارج، حيث تخصّص في مجال التربية وعلوم الإدارة التعليمية.
تميّز منذ شبابه بحبّ المعرفة وبروح المسؤولية الاجتماعية، فجمع بين الجانب الأكاديمي والتربوي والإعلامي، مؤمنًا بأن التعليم هو ركيزة بناء الإنسان ونهضة الوطن.
2- المسيرة المهنية والأكاديمية:
1- وزارة التربية:
شغل يعقوب الشراح مناصب تربوية وإدارية هامة، من أبرزها منصب الوكيل المساعد لوزارة التربية الكويتية. خلال مسيرته، عمل على تطوير السياسات التعليمية، وتحسين جودة المناهج، وتدعيم دور المعلم في بناء الشخصية الوطنية.
كان من الداعمين لإدخال الأساليب الحديثة في التعليم، مؤكدًا أهمية التوازن بين الأصالة والمعاصرة في المنظومة التربوية الكويتية.
2- العمل العربي المشترك:
تولى منصب الأمين العام المساعد للمركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب بجامعة الدول العربية. من خلال هذا الدور، ساهم في تعزيز التعاون العربي في مجالات التأليف والترجمة والنشر العلمي، وساهم في نشر المعرفة الطبية والصحية بلغة عربية دقيقة وواضحة.
كان يؤمن بأن توطين المعرفة والترجمة العلمية من أهم وسائل تقدم الأمة العربية.
3- المجال الأكاديمي:
اشتغل بالتدريس الجامعي والإشراف على البحوث العلمية، وشارك في مؤتمرات وندوات محلية وعربية، قدّم خلالها أوراقًا بحثية حول التعليم، والإدارة المدرسية، وتطوير المناهج.
تميّز بأسلوبه العلمي الرصين، وبقدرته على تبسيط الأفكار المعقدة وجعلها قريبة من المتلقّي.
3- الإنتاج الفكري والأدبي:
نشر يعقوب الشراح عددًا من المؤلفات والدراسات والمقالات التي تناولت قضايا التعليم، والتربية، والإدارة، والفكر الاجتماعي. امتازت كتاباته بالتحليل العميق والرؤية الواقعية، ودعا من خلالها إلى إصلاح المنظومة التربوية بما يتلاءم مع تطورات العصر.
من أبرز محاور كتاباته:
تطوير المناهج التعليمية بما يواكب حاجات المتعلم والمجتمع.
أهمية القيم الأخلاقية في التربية الحديثة.
العلاقة بين التعليم والتنمية الوطنية.
دور المثقف العربي في نشر الوعي والمعرفة.
كما كان من الكتّاب المنتظمين في الصحافة الكويتية، حيث نشر مقالات أسبوعية في عدد من الصحف، عالج فيها قضايا اجتماعية وثقافية وتربوية، بأسلوب يجمع بين الموضوعية والعمق الإنساني.
4- الرؤية الفكرية والتربوية:
كان يعقوب الشراح من المؤمنين بأن التعليم هو الأساس في بناء الإنسان والمجتمع، وأن تطويره لا يتم إلا من خلال رؤية شمولية تجمع بين العلم والقيم والهوية.
دعا إلى إصلاح التعليم العربي بالاعتماد على البحث العلمي والابتكار، مع الحفاظ على الأصالة الثقافية واللغة العربية.
كما رأى في الكتابة وسيلة لتنوير الفكر، وفي الصحافة منبرًا للحوار البنّاء ونقد الواقع بوعي ومسؤولية.
5- الإرث والتأثير:
ترك يعقوب الشراح بصمة واضحة في مجال التعليم والفكر بالكويت والعالم العربي. فقد جمع بين خبرة الميدان الإداري والرؤية الأكاديمية والفكرية، ما جعله أحد رموز التربية الحديثة في الخليج العربي.
استفاد من خبرته أجيال من الطلبة والباحثين، وخلّف وراءه إرثًا من المقالات والدراسات التي ما زالت مرجعًا في الفكر التربوي الكويتي والعربي.
رحل في 18 يوليو 2018، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والثقافي، تاركًا وراءه ذكرى طيبة وإرثًا علميًا غنيًا يشهد على إخلاصه للمهنة والإنسان.
الخاتمة
يُعد يعقوب الشراح من أبرز الشخصيات الأكاديمية التي ساهمت في تطوير الفكر التربوي العربي المعاصر. جمع بين العلم والعمل، وبين الفكر والإدارة، فكان مثقفًا ملتزمًا برسالته التربوية والإنسانية.
سيظل اسمه رمزًا للعطاء الهادئ، والفكر الناضج، والإخلاص في خدمة التعليم والثقافة في الكويت والعالم العربي.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire