dimanche 9 novembre 2025

درس الاحتراق التّام و الاحتراق غير التّام – الثامنة أساسي

درس الاحتراق التّام و الاحتراق غير التّام – الثامنة أساسي

1- ضرورة الأوكسجين للاحتراق

يُعدّ الاحتراق من الظواهر الفيزيائية التي نعيشها يوميًا دون أن نُدرك أهمّ أسرارها. فنحن نرى النار تشتعل في موقد الطبخ أو في مدفأة المنزل أو في محرّك السيارة، لكنّنا قد لا نتساءل عن العنصر الذي يجعل هذه النار ممكنة، ألا وهو الأوكسجين.

الهواء الذي يملأ أجواءنا ليس مادّة بسيطة، بل هو مزيج متجانس من عدّة غازات أهمّها النيتروجين والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون. ويشكّل الأوكسجين حوالي الخُمس من حجم الهواء، أي أنّه يوجد في كلّ نفس نتنفّسه وفي كلّ مكان من حولنا. ورغم أنّنا لا نراه ولا نشمّه، فإنّ وجوده ضروري للحياة وللعديد من الظواهر، وأبرزها الاحتراق.

2- دور الأوكسجين في عملية الاحتراق

لا يمكن لأيّ مادّة أن تشتعل ما لم يتوفّر الأوكسجين. فإذا حاولنا إشعال شمعة ووضعنا فوقها كأسًا زجاجيًّا، نلاحظ أنّ لهبها ينطفئ بعد لحظات، لأنّ الأوكسجين الموجود تحت الكأس قد استُهلك كلّه. ومن هنا نفهم أنّ الأوكسجين هو الشرط الأساسي لحدوث الاحتراق، إذ يسمح بحدوث تفاعل بين المادة القابلة للاشتعال وهذا الغاز، فتتحرّر طاقة حرارية وضوئية تُعرف بالنار.

3- أنواع الاحتراق

الاحتراق ليس نوعًا واحدًا، بل يمكن أن يكون تامًّا أو غير تامّ، وذلك بحسب كمية الأوكسجين المتوفّرة أثناء التفاعل.

1. الاحتراق التامّ

يحدث الاحتراق التامّ عندما تتوفّر كمية كافية من الأوكسجين، فتشتعل المادة احتراقًا كاملاً دون أن تترك بقايا أو دخانًا كثيفًا. وينتج عن هذا الاحتراق بخار الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون مع تحرّر طاقة حرارية كبيرة.
ويتميّز هذا النوع من الاحتراق بلهب أزرق صافٍ، وهو دليل على أنّ التفاعل قد تمّ في ظروف مثالية. ويُعتبر الاحتراق التامّ الأفضل، لأنّه أكثر نجاعة وأقلّ ضررًا على البيئة.

2. الاحتراق غير التامّ

أمّا الاحتراق غير التامّ فيحدث عندما تكون كمية الأوكسجين غير كافية، فتبقى بعض ذرات الكربون غير محترقة كليًّا. وينتج عن هذا النوع من الاحتراق بخار الماء وثاني أكسيد الكربون، لكن أيضًا غاز أحادي أكسيد الكربون السامّ والكربون (السخام أو الدخان الأسود).
ويظهر لهب الاحتراق غير التامّ أصفر مائلًا إلى الاحمرار، وغالبًا ما يُصدر دخانًا كثيفًا ورائحة غير طيّبة.

4- مخاطر الاحتراق غير التامّ

يمثّل الاحتراق غير التامّ خطرًا كبيرًا على الإنسان والكائنات الحيّة، لأنّ غاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عنه غاز سامّ لا لون له ولا رائحة، ويمكن أن يسبّب الاختناق والموت إذا تراكم في الأماكن المغلقة.
كما أنّ هذه الغازات تلوّث الهواء وتساهم في ظاهرة الانحباس الحراري التي ترفع درجة حرارة الأرض وتؤدّي إلى تقلّبات مناخية خطيرة، مثل الجفاف والعواصف والفيضانات. ومن هنا تأتي ضرورة الحرص على أن يكون الاحتراق تامًّا كلّما أمكن، حمايةً للإنسان والبيئة معًا.

5- الاحتراق في حياتنا اليومية

يُعتبر الاحتراق جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليومية. فنحن نستعمله في الطبخ لتحضير طعامنا، وفي التدفئة خلال أيام الشتاء الباردة، وفي وسائل النقل لتشغيل السيارات والطائرات، وفي المصانع لإنتاج الطاقة وتشغيل الآلات.
ولكي نستفيد من الاحتراق دون أضرار، يجب أن نوفر دائمًا تهوئة جيّدة للأماكن المغلقة التي يقع فيها الاحتراق، مثل المطابخ أو المرائب، حتى لا تتجمّع الغازات السامّة. كما ينبغي استعمال وسائل احتراق جيّدة التهوية، تعمل بكمّيات كافية من الأوكسجين لضمان احتراق تامّ وآمن.

🧠 الخلاصة

من خلال ما سبق، نستنتج أنّ الأوكسجين عنصر أساسي وضروري لحدوث الاحتراق، وأنّ جودة الاحتراق تتوقّف على كميّته. فإذا كان متوفّرًا بكثرة، نحصل على احتراق تامّ نظيف وفعّال، أمّا إذا كان ناقصًا، يحدث احتراق غير تامّ مضرّ بالإنسان والبيئة.
ولهذا، يجب أن نتعامل مع النار بحذر، وأن نحرص على توفير التهوئة الكافية في كلّ مكان يُستعمل فيه اللهب، حتى يكون احتراقنا مصدر دفء ونور، لا مصدر خطر ودمار.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire