شرح قصيدة ليس كل ذوات المخلب السبع
التقديم :
قصيدة «ليس كل ذوات المخلب السبع» لأبي الطيب المتنبي من شعر الحماسة، يصف فيها معركة خرشنة بين سيف الدولة والروم، فيسجّل مراحلها، ويبيّن أسباب الهزيمة الظرفية، ثم يرفع من شأن سيف الدولة ويحوّل الهزيمة العسكرية إلى نصر معنوي مؤسس على الحكمة والبطولة.
الموضوع :
يتناول النص تصوير معركة خرشنة وبيان أسباب الهزيمة وتهوينها بإبراز بطولة سيف الدولة والحكمة المستخلصة من التجربة.
التقسيم :
-
تشخيص أسباب الهزيمة (الأبيات 1–4)
- إبراز خيانة بعض الجنود وغفلتهم وضعفهم أمام العدو.
-
الوعيد للروم وإظهار بأس سيف الدولة (الأبيات 5–12)
- تهويل قوة الأمير وتقليل شأن العدو وإشاعة روح الانتقام القريب.
-
مدح سيف الدولة والحِكم الختامية (الأبيات 13–20)
- رفع مكانة الأمير فوق الهزيمة وتقرير قيم الشجاعة الحقيقية.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم والتحليل :
1- يمكن تقسيم القصيدة إلى قسمين: الأبيات 1–9 لعرض وقائع المعركة وأسباب الهزيمة، والأبيات 10–20 لمدح سيف الدولة وإبراز نصره المعنوي. كما يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: 1) تشخيص الخيانة وأسباب الهزيمة (1–4)، 2) التهديد والوعيد للروم مع إبراز بأس الأمير (5–12)، 3) الحكمة الختامية ورفعة سيف الدولة فوق الحدث (13–20).
2- من القرائن: تصوير المسلمين نياماً في دماء الأعداء، والإشارة إلى استسلام الأصحاب وتخليهم، وما ترتب عنه من غنائم ضاعت وهزيمة وقعت؛ وتكشف هذه الأبيات عن حزن الشاعر وأسفه، وسخطه على الجنود الخائنين، وحرصه في الوقت نفسه على حفظ مكانة سيف الدولة وتخفيف وقع الهزيمة عليه.
3- أجمل الشاعر في وصف الهزيمة لأنه يريد أن يمرّ عليها مروراً سريعاً حتى لا يضخمها في الوعي، فهدفه الأساس ليس تصوير الانكسار بالتفصيل، بل تحويله إلى مناسبة لتمجيد شجاعة سيف الدولة وإبراز أن ما جرى عارض لا يمس جوهر البطولة.
4- قلب الشاعر الهزيمة أولاً بتحميل مسؤوليتها للأتباع لا للأمير، ثم هدّد الروم وتوعدهم بعودته، ثم أبرز ثبات سيف الدولة وشجاعته وتنبأ له بنصر قريب؛ واستند في ذلك إلى أساليب الأمر والنهي والنداء، والتشبيه والاستعارة والمقابلة، والجمل الاسمية التي توحي بالثبات، فبنى خطة حجاجية تقنع بأن الأمير منتصر معنوياً مهما كان الحدث العسكري.
5- في صدر البيت السادس عشر «الدهرُ معتذرٌ والسيفُ منتظرُ» نلمس إيقاعاً لفظياً يقوم على تكرار الراء وتوازن العبارات، وإيقاعاً تركيبياً في الجملتين الاسميتين المتوازيتين، وإيقاعاً دلالياً في المقابلة بين تغيّر الدهر واستعداد السيف؛ وقيمة هذا الإيقاع أنه يبعث نغمة تفاؤل وانتظار لنصر جديد بعد العثرة.
6- هوّن الشاعر من هزيمة سيف الدولة حين جعل سببها خيانة بعض المسلمين وغفلتهم لا ضعف الأمير، وصوّر سيف الدولة ثابتاً في القتال في حين تراجع أصحابه؛ وعزّاه بأن مكانته فوق الحدث، وأن الزمن والسيف والأرض ستعود جميعها لخدمته في جولات قادمة.
7- الحكمة في آخر القصيدة تقرر أن الشجاعة ليست في حمل السلاح أو المظهر الخارجي بل في جوهر النفس وثباتها، وأن الناس قد يخطئون في الحكم على الشجعان والجبناء؛ واختتم الشاعر قصيدته بهذه الحكم ليعمّم الدرس المستخلص من المعركة، وليؤكد أن سيف الدولة نموذج للشجاعة الحقيقية التي لا تنال منها هزيمة عابرة.
8- مطلع القصيدة يبرز جبن بعض الناس وخداعهم وانخداعهم، ويركز على جانب الهزيمة واللوم، أمّا الخاتمة فترسّخ صورة سيف الدولة الشامخة فوق الهزيمة وتقرّر معاني الشجاعة والحكمة؛ ونستنتج أن القصيدة تنتقل من وصف حدث عسكري جزئي إلى تقرير قيم عامة للبطولة تجعل من الهزيمة خطوة في طريق مجدٍ لا ينقطع.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire