شرح نص أستاذي يدعو عليّ بالشقاء - ثالثة ثانوي آداب - السيرة الذاتية

شرح نص أستاذي يدعو عليّ بالشقاء

التقديم :

هذا النصّ مقطعٌ من كتاب الأيام (الجزء الثالث) لطه حسين، يندرج ضمن السيرة الذاتية، يسترجع فيه الكاتب ذكرياته في الجامعة المصرية وعلاقته بأساتذته المستشرقين، وما شهده من مناقشة حادّة مع الشيخ سليم البشري في الأزهر حول مسألة الجبر والاختيار.

الموضوع :

يصف النصّ تعلّق الفتى بأساتذته المستشرقين وما تركوه في نفسه من أثرٍ علميّ، ثم يروي حادثة مجادلته للشيخ سليم البشري في درس التفسير والدعاء عليه أن يُشقِيَه الله بتلاميذه كما أشقى هو أساتذته.

التقسيم :

1. الحياة الجامعية والأساتذة المستشرقون
   (من بداية النص إلى: «وجه النهار وشطرًا من الليل»)

   • إعجاب الفتى بأساتذته الأجانب وتعلّقه بدروسهم.
   • انصراف عقله عن بيئته الأزهرية واتصاله بهم اتصالًا تامًّا.

2. زيارة الأزهر ومجادلة الشيخ في الدرس
   (من ذِكر الموعد مع سنتلانا إلى نهاية درس التفسير)

   • حضور الأستاذ الإيطالي مع الفتى درس الشيخ سليم البشري.
   • مناقشة الفتى للشيخ في قضية الجبر والاختيار وانتهار الشيخ له.

3. مجلس التعارف ودعاء الشيخ على الفتى
   (من: «فإذا انتهى الدرس…» إلى نهاية النص)

   • زيارة الفتى لأستاذه الإيطالي الشيخَ الأكبر في الإدارة.
   • اعتراف الشيخ بجرأة الفتى ودعاؤه عليه بأن يشقى بتلاميذه.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفّظ

ما نوع الخطاب في هذا النص؟
النصّ من السيرة الذاتية، يرويه طه حسين في صورة حكاية عن «الفتى» بضمير الغائب، فيمزج بين الخبر عن نفسه والتعبير عن مشاعره وأفكاره.

الفهم

1 – بيّن من خلال بنية القسم الأول من النص طابع التذكّر والإملاء الشفوي فيه.
يقوم القسم الأول على استرجاع أحداث مضت من حياة الفتى الجامعية، فيسردها الكاتب في نسق حكيٍ متتابع وكأنّه يملي ذكرياته شفويًّا، معتمدًا الأفعال الماضية والعبارات الاسترجاعية.

2 – بيّن كيف تعامل الكاتب مع الزمن في هذا النص، مبرزًا الفرق بين بداية النص وجزئه الثاني.
في البداية يسير الكاتب على الخطّ الزمني المتدرّج في وصف حياته الجامعية، ثم ينتقل في الجزء الثاني إلى التجميع والاختصار فيضمّ فترات متباعدة ويقفز على بعض التفاصيل ليركّز على حادثة الأزهر واللقاء مع الشيخ.

المستشرقون

3 – ماذا يجمع بين أساتذة الجامعة الذين ذكرهم في النص؟ وما الذي يفرّق بينهم؟
يجمع بينهم أنهم مستشرقون أجانب يدرّسون بالعربية، عرفوا بسعة العلم ورقّة المعاملة مع طلابهم. ويفرّق بينهم اختصاصهم العلمي: فهذا في الأدب الأموي، وذاك في الفلسفة الإسلامية، وآخر في تاريخ الشرق القديم، وآخر في اللغات السامية.

4 – بمَ خصّ الفتى أستاذ الفلسفة الإسلامية؟
خصّه بعطفٍ خاصّ وإعجابٍ شديد؛ فقد قرّبه منه، ورافقه الفتى إلى الأزهر لحضور الدرس، ممّا يدلّ على صلة إنسانية وعلمية مميّزة بينهما.

حضور العقل

5 – بيّن مدى حضور العقل في ردود الشيخ على الفتى عند المناقشة وفي مجلس التعارف.
في المناقشة غلب على ردود الشيخ الانفعال والتعنيف أكثر من الحوار العقلي الهادئ، إذ قطع النقاش وانتهر الفتى. أمّا في مجلس التعارف فقد بدا أكثر هدوءًا، واعترف بشجاعة الفتى ودعا له، فحضر العقل ممزوجًا بالمرح والدعابة.

6 – علام يدلّ تصرّف المستشرق أثناء حضور الدرس وعند لجاج الفتى؟
يدلّ على حكمته ورفقه بالفتى؛ إذ خشي عليه من غضب الشيخ فنصحه همسًا بالسكوت، مما يكشف عن عطف إنساني وحرص على سلامة تلميذه واحترامه لجوّ الأزهر في الوقت نفسه.

التقويم :

هل ترى أن تعلّق الفتى بالمستشرقين وليد إعجاب عقلي أم انبهار عاطفي؟ اعتمد في الإجابة قرائن دقيقة من النص.
تعلّق الفتى بالمستشرقين يبدو إعجابًا عقليًّا قبل أن يكون انبهارًا عاطفيًّا؛ فهو يذكر أنه يفهم عنهم كل ما يقولون، وأن الجامعة استأثرت بعقله وجهده، وأنه لا يكره شيئًا كما يكره انتهاء الدروس. هذه القرائن تدلّ على أنّ سبب التعلّق هو تقديرُ علمهم ومنهجهم أكثر من مجرد الانبهار بشخصهم.

الاحتفاظ ب :

* للمستشرقين فضلٌ على الجامعة المصرية الوليدة عامة، ولهم دور هامّ في تكوين شخصية الفتى داخل الجامعة وخارجها من خلال ما بثّوه فيه من حبّ البحث والعلم الحرّ.

* لئن اتّبع الكاتب الخطّ الزمني في سرده، فإنّه تصرّف فيه بالتجميع والقفز والاختيار؛ فجمع الوقائع المتباعدة، وقفز على بعض الفترات، وانتقى من الفترة الواحدة أحداثًا دون أخرى ليخدم هدفه الفنّي والفكري.

التوظيف :

كثيرًا ما اتُّهم طه حسين بالانبهار بالمستشرقين وتقليدهم، وبأن بعض آرائه – مثل قضية الشك في الشعر الجاهلي وتصوير الحياة الجاهلية – متأثّر فيها بالمستشرق الإنجليزي مرغوليوث. افتح ملفًّا كتابيًّا أو رقميًّا واجمع فيه مختارات ممّا تجده حول هذه القضيّة في كتاب الأيام وكتب طه حسين الأخرى، وفي كتاب تحت راية القرآن لمصطفى صادق الرافعي، مع توثيق مراجعك بدقّة.