dimanche 9 novembre 2025

تعريف شهاب الدين النُوَيْري

تعريف شهاب الدين النُوَيْري

هو شهاب الدين أحمد بن عبد الوهّاب بن محمد النُوَيْري (677 هـ - 733 هـ / 1278 م - 1333 م)، أديب ومؤرخ وجغرافي عربي، يُعد من أبرز علماء الموسوعات في العصر المملوكي، جمع في مؤلفاته بين الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية، مما جعله من كبار الموسوعيين في التراث العربي الإسلامي.

1- النشأة والتعليم

وُلد النُوَيْري في بلدة نُوَيْر من أعمال بني سويف بمصر سنة 677 هـ. نشأ في بيئة علمية، فحفظ القرآن الكريم وتلقى علوم العربية والفقه والأدب في القاهرة، التي كانت آنذاك مركزًا ثقافيًا مزدهرًا في ظل الدولة المملوكية.
برز منذ شبابه بذكائه وحبّه للمعرفة، فأتقن علوم اللغة والتاريخ والجغرافيا، ومال إلى جمع المعارف وتصنيفها بأسلوب دقيق ومنهجي.

2- حياته العملية

عمل النويري في البداية موظفًا في ديوان الإنشاء السلطاني، حيث صقل مهاراته في الكتابة والبيان، ثم تولّى مناصب إدارية في الدواوين المصرية، ما مكّنه من الاطلاع على شؤون الدولة والمجتمع.
وبعد أن تقاعد من العمل الإداري، تفرغ للتأليف والبحث، فقضى بقية عمره في إعداد موسوعته الكبرى التي خلدت اسمه في التاريخ.

3- مؤلفاته وأهم إنجازاته

أبرز ما اشتهر به النويري هو كتابه الموسوعي الضخم "نهاية الأرب في فنون الأدب"، وهو من أعظم الموسوعات العربية على الإطلاق.
يضمّ هذا الكتاب أكثر من 30 جزءًا، جمع فيه معارف عصره في اللغة، الأدب، التاريخ، الجغرافيا، الفلك، الحيوان، والنبات.
وقد أمضى أكثر من ثلاثين عامًا في تأليفه، مستفيدًا من مئات الكتب والمراجع القديمة.

كما ألّف عددًا من الرسائل الأدبية والكتابات التاريخية التي تناولت أحوال مصر والشام في عصر المماليك.

4- أسلوبه ومنهجه

اتّسم أسلوب النويري بـ:

الوضوح والترتيب المنهجي في عرض المعلومات
الحرص على التوثيق والنقل عن المصادر الأصلية
الاهتمام بالأدب واللغة في صياغة المعارف العلمية
الربط بين العلوم المختلفة في رؤية شمولية مبدعة

وقد جمع في كتابه بين التحقيق العلمي والدقة اللغوية، مما جعله مرجعًا للمؤرخين والباحثين على مرّ العصور.

5- أثره وإرثه العلمي

ترك شهاب الدين النويري إرثًا ضخمًا في تاريخ الفكر العربي الإسلامي.
يُعتبر كتابه نهاية الأرب في فنون الأدب من أكبر الموسوعات في العالم الإسلامي، وقد استُفيد منه في مجالات متعددة، من التاريخ والجغرافيا إلى الأدب والعلوم الطبيعية.
أثره واضح في منهج الكتابة الموسوعية التي تبناها العلماء بعده مثل القلقشندي والمقريزي.

الخاتمة

كان شهاب الدين النويري مثالًا للعالم الموسوعي الذي جمع بين الأدب والعلم والتاريخ، وأسهم في حفظ التراث العربي الإسلامي عبر موسوعته العظيمة.
وبفضل علمه الغزير وجهده الدؤوب، بقي اسمه خالدًا في سجل العلماء الذين خدموا الثقافة العربية والإسلامية بأعمالهم الخالدة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire