تعريف ثروت عكاشة
ثروت عكاشة (1921 – 27 فبراير 2012) هو أحد أبرز رموز النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي خلال القرن العشرين. عُرف بثقافته الموسوعية وإسهاماته الكبيرة في حماية التراث الثقافي المصري، وباعتباره مهندس المشروع الثقافي الحديث في مصر بعد ثورة يوليو. جمع بين العمل العسكري، والبحث الأكاديمي، والإدارة الثقافية، وكان صوته دائمًا مدافعًا عن الهوية المصرية وإشعاعها الحضاري.
1- السيرة الذاتية والنشأة
وُلد ثروت عكاشة في القاهرة عام 1921 لعائلة مهتمّة بالعلم والمعرفة، وهو ما ساعد على تكوين شخصيته الثقافية منذ الصغر. التحق بالكلية الحربية وتخرّج ضابطًا، ثم واصل دراساته العليا في مجالات الفنون والثقافة؛ حيث حصل على دكتوراه في الآداب من جامعة السوربون، وقد أسهم هذا المزج بين التكوين العسكري والمعرفي في تشكيل رؤيته الثقافية والوطنية.
شارك في ثورة 23 يوليو 1952 ضمن الضباط الأحرار، لكنه اختار لاحقًا توجيه جهوده نحو بناء مؤسسات الثقافة والفنون، مؤمنًا بأن الشعوب تُبنى بالوعي قبل السلاح.
شارك في ثورة 23 يوليو 1952 ضمن الضباط الأحرار، لكنه اختار لاحقًا توجيه جهوده نحو بناء مؤسسات الثقافة والفنون، مؤمنًا بأن الشعوب تُبنى بالوعي قبل السلاح.
2- أهم إنجازاته وإسهاماته الفكرية والثقافية
1- وزارته للثقافة وبناء المشروع الثقافي المصري
يُعد ثروت عكاشة المؤسس الحقيقي للبنية الثقافية في مصر الحديثة؛ إذ تولّى وزارة الثقافة في فترتين (1958-1962) و(1966-1970)، وأطلق خلالها مشاريع ثقافية كبرى تهدف إلى نشر الثقافة وت democratise المعرفة. من أبرز إنجازاته:
تأسيس دار الكتب والوثائق القومية على صورتها الحديثة.
إنشاء أكاديمية الفنون وفروعها المتخصصة مثل معهد الموسيقى ومعهد السينما.
إطلاق المراكز الثقافية ودور الثقافة في المحافظات لتقريب الفن من المواطن.
تأسيس دار الكتب والوثائق القومية على صورتها الحديثة.
إنشاء أكاديمية الفنون وفروعها المتخصصة مثل معهد الموسيقى ومعهد السينما.
إطلاق المراكز الثقافية ودور الثقافة في المحافظات لتقريب الفن من المواطن.
كان يرى أن الثقافة ليست ترفًا، بل أساس بناء وعي المجتمع وحماية هويته.
2- حماية الآثار والتراث المصري
لعب ثروت عكاشة دورًا تاريخيًا في مشروع إنقاذ معابد النوبة من الغرق أثناء بناء السد العالي، بالتعاون مع اليونسكو، وهو إنجاز ثقافي عالمي أكد اهتمامه بالتراث كجزء من الهوية الوطنية والإنسانية. كان يؤمن بأن الحفاظ على الحضارة المصرية مسؤولية تتجاوز حدود الزمن والجغرافيا.
3- الإنتاج الفكري والأدبي
ترك عكاشة إرثًا فكريًا ضخمًا، أبرزها موسوعته الشهيرة "العين تسمع والأذن ترى"، وهي رحلة عميقة في تاريخ الحضارات والفنون، تُعد من أهم المراجع العربية في الثقافة البصرية وتاريخ الفن.
كما كتب مذكراته في كتاب "مذكراتي في السياسة والثقافة"، وقدّم من خلالها شهادة حية على التحولات التاريخية والثقافية في مصر خلال القرن العشرين.
كما كتب مذكراته في كتاب "مذكراتي في السياسة والثقافة"، وقدّم من خلالها شهادة حية على التحولات التاريخية والثقافية في مصر خلال القرن العشرين.
3- رؤيته الثقافية والفكرية
كان ثروت عكاشة يرى أن الثقافة قوة ناعمة تبني الأمم وتُحصّنها، وأن الفن ليس مجرد جماليات بل وسيلة لنشر الوعي والارتقاء بالذوق الجمعي. دعا إلى ربط التراث بالحداثة، وإلى أن تكون مصر جسراً بين حضارتها الضاربة في القدم والثقافة العالمية المعاصرة.
تميّز بخطاب ثقافي منفتح، يوازن بين الأصالة والانفتاح على الحضارات الأخرى، ويؤمن بأن الإنسان المثقف هو الذي يتفاعل مع ماضيه وحاضره دون أن يفقد بوصلته الوطنية.
تميّز بخطاب ثقافي منفتح، يوازن بين الأصالة والانفتاح على الحضارات الأخرى، ويؤمن بأن الإنسان المثقف هو الذي يتفاعل مع ماضيه وحاضره دون أن يفقد بوصلته الوطنية.
4- التأثير والإرث
ترك ثروت عكاشة إرثًا مؤسساتيًا وفكريًا ما زالت مصر والعالم العربي ينتفعان به. فقد شكّل مدرسة في الإدارة الثقافية تعتمد التخطيط والبناء المؤسساتي. ما زال يُذكر كأحد أعظم وزراء الثقافة العرب وأكثرهم تأثيرًا، ورائدًا في تعزيز الهوية المصرية وإطلاق مشروع النهضة الثقافية الحديثة.
الخاتمة
ثروت عكاشة ليس مجرّد وزيرٍ سابقٍ للثقافة أو مؤرخ للفنون، بل هو "مهندس الثقافة المصرية المعاصرة"، وصوت يؤمن بأن الأمة التي لا تحفظ تراثها ولا تبني ثقافة لمستقبلها تُهدّد وجودها. ترك وراءه مشروعات خالدة ومؤسسات ثقافية تشهد على رؤيته الحضارية، وإرثًا فكريًا يجعل منه أحد أعلام النهضة الثقافية العربية.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire