jeudi 6 novembre 2025

شرح نص أنشودة المطر 1 - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

شرح قصيدة أنشودة المطر 1

التقديم :

قصيدة «أنشودة المطر» لبدر شاكر السياب من روائع الشعر الحرّ الحديث، تمزج بين تجربة الشاعر الذاتية وحال وطنه العراق، وتُحوِّل المطر إلى رمز للحياة والموت والبعث الجماعي.

الموضوع :

تجسّد القصيدة امتزاج حزن الشاعر الشخصي بآلام العراق وآماله في الخلاص من خلال رمز المطر.

التقسيم :

  1. وصف عيني المخاطَبة والمطر رمزًا للحياة والحزن (من «عيناك غابتا نخيل…» إلى «أنشودة المطر»)

    • إبراز جمال العيون وامتلائها بالصور الكونية والوجع الإنساني.
  2. استرجاع الطفولة وحلم العودة إلى الأم والوطن (من «مطر.. مطر.. مطر..» إلى «تسف من ترابها وتشرب المطر»)

    • استحضار صورة الطفل اليتيم وأمه المدفونة في التل رمزًا لفقدان الحنان والوطن.
  3. المطر والخليج والعراق: الرمز الجماعي لمصير الوطن (من «أتعلمين أي حزن يبعث المطر…» إلى نهاية المقطع)

    • الانتقال من همّ الفرد إلى وجع الشعب كلّه، واستحضار صورة الخليج والعراق المضمّخ بالمطر والردى.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفّظ

1- عيّن السطر الشعري الذي يبرز حضور المتكلّم في النص.
يبرز حضور المتكلّم في السطر: «أصيحُ بالخليج: يا خليج!» إذ يظهر ضمير المتكلّم بوضوح في فعل «أصيح».

أغراض القول

2- إلى من يحيل المخاطَب المفرد المؤنث؟ وهل يوجد مخاطَب آخر ينصرف إليه الشاعر بالخطاب؟
يحيل المخاطَب المفرد المؤنث إلى المرأة/الحبيبة التي ترمز كذلك إلى الوطن العراق بما فيه من حنان مفقود وألم مقيم. ويوجد مخاطَب آخر هو الخليج الذي يخاطبه الشاعر «يا خليج» فيتحوّل إلى رمز للطبيعة والوطن والقدر.

3- ضع للمقاطع الآتية عناوين ملائمة:
– من السطر 1 إلى السطر 6: افتتان الشاعر بعيني المخاطَبة ورمزيتهما للحياة والوجع.
– من السطر 7 إلى السطر 13: توتّر المشاعر بين الدفء والحزن في حضرة الزمن والمطر.
– من السطر 14 إلى السطر 52: المطر رمزًا لطفولة الشاعر ومعاناة العراق وأمله في الخلاص.

من العيان إلى السماع

4- إلام يهدف المتكلّم بتجميع عناصر إنسانية وطبيعية متنوّعة في عيني المخاطَبة؟ وعلامَ استند في بناء الصور المعبرة عن ذلك؟
يهدف الشاعر إلى إبراز وحدة الإنسان والطبيعة، فجعل عيني المخاطَبة مرآةً تنعكس فيها النجوم والغيوم والمطر وملامح البشر، وبذلك تتحوّل النظرة إلى رؤية كونية شاملة. وقد استند في بناء صوره إلى التشبيه والاستعارة والمجاز، فشبّه مثلاً الأضواء بالأقمار في نهر، وترك العيون تغرق في «ضباب من أسى شفيف».

5- في القصيدة حركة من داخل الذات إلى الخارج، ومن الفردي إلى الجماعي، ومن العيان إلى السماع. استخرج قرائن دالّة على ذلك.
– من الداخل إلى الخارج: ينتقل من إحساسه الشخصي بعيني المخاطَبة إلى النداء الكوني «أصيح بالخليج».
– من الفردي إلى الجماعي: يتحدّث عن الطفل اليتيم وأمّه ثم يعمّم الوجع في قوله: «كالدم المراق، كالجياع، كالحب، كالأطفال، كالموتى – هو المطر».
– من العيان إلى السماع: تتحوّل الصورة البصرية إلى سمعية في «فيرجع الصدى كأنه النشيج» حيث يسمع أنين الوطن في صدى الخليج.

المطر الرمز

6- لهطول المطر أثر في الإنسان وفي الطبيعة. بيّن ذلك معتمدًا الحقول المعجمية المستخدمة في التعبير عن ذلك.
يؤثّر المطر في الطبيعة إذ يحرّك البحر والأنهار والكروم والحقول، وتكثر في النص ألفاظ مثل: الكروم، البحر، النهر، السواحل، المحار، الينابيع ممّا يدلّ على بعث الحياة والخصب. كما يؤثّر في الإنسان فيوقظ الحزن والحنين والقلق، ويتجلّى ذلك في حقل معجمي آخر: الحزن، البكاء، الدم المراق، الجياع، الموتى، الردى. هكذا يجمع المطر بين بعث الطبيعة وإثارة وجع الإنسان.

7- أوضح كيف استحال المطر في النص رمزًا يكشف حزن الذات وإدراكها حقيقة أوضاع وطنها العراق في آن.
يصبح المطر في القصيدة رمزًا مزدوجًا: فهو من جهة دموع تنهمر تعبّر عن حزن الشاعر ووحدة الطفل اليتيم وحزن الفقراء والموتى، ومن جهة أخرى هو وعدٌ بالخصب والبعث للأرض الجائعة. لذلك يغدو المطر صورةً مكثّفة لأوجاع العراق وآماله؛ فهو ينزل على قبور الأحبّة، وعلى تراب الوطن، وعلى البحر والخليج الذي «يهب اللؤلؤ والمحار والردى»، فيكشف وعي الشاعر بمرارة الواقع ورجائه في نهضة مقبلة.

التقويم :

8- أبرز مدى توفّق الشاعر في التعبير عن تجربته الوجدانية الخاصة وتجربته الاجتماعية العامة.
نجح السيّاب في ربط تجربته الوجدانية بتجربته الاجتماعية؛ فحزنُه على أمّه وطفولته الضائعة وغربته الشخصية ينصهر في حزن جماعي على العراق الممزّق. وقد مكّنه رمز المطر من نقل مشاعره الفردية إلى مستوى إنساني ووطني واسع، فصار القارئ يلمس في القصيدة آلام الشعب وآماله لا آلام الشاعر وحده، وهو ما يدلّ على توفّقه الفني والوجداني.

الاحتفاظ ب : من حداثة الشعر

تكشف «أنشودة المطر» عن ملامح حداثة شعريّة واضحة؛ فهي تعتمد الرمز في بناء المعنى، وتتوسّل الأسطورة والصورة الكونية، وتستثمر إمكانات الإيقاع في الشعر الحرّ، كما تجمع بين أنماط متنوّعة من الخطاب: السرد، والوصف، والحوار الداخلي والنداء، فيكتسب النصّ غنى دلاليًّا وموسيقيًّا.

التوظيف :

بيّن موقفك من الأسئلة التي تُثار حول مرجعية الرموز في القصيدة وحدود البحث عن مدلولها الواقعي.
الأسئلة عن المرجع الواقعي للرموز (هل المطر هو العراق؟ هل الأم هي الوطن؟...) مقبولة بقدر ما تعين على الفهم، لكنها لا ينبغي أن تُضيّق أفق القراءة؛ لأنّ الشعر الحديث، كما عند السيّاب، يقوم على تعدّد الدلالات وانفتاح الرمز على أكثر من تأويل. لذلك يظلّ الأهم هو استيعاب التجربة الشعورية والجمالية في القصيدة، لا حصر الرمز في دلالة واحدة مغلقة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire