mercredi 5 novembre 2025

شرح نص سوسنة اسمها القدس - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

شرح قصيدة سوسنة اسمها القدس

التقديم :

قصيدة «سوسنة اسمها القدس» للشاعرة العراقية نازك الملائكة من شعر الالتزام بالقضية الفلسطينية، تمزج بين الخطاب الديني وخطاب الاعتراف بالذنب لتصوير ضياع القدس وما خلّفه من جرح روحي في ضمير الأمة.

الموضوع :

تُصوِّر الشاعرة القدس التي أنعم الله بها على الأمة، وذنب التفريط فيها، وما يرافق ذلك من عتابٍ إلهيّ وخوفٍ من مستقبلٍ مظلم.

التقسيم :

  1. تذكير إلهي بنعمة القدس والوطن (من قوله: «إذا نحن متنا وحاسبنا الله…» إلى «فماذا صنعتم به؟»)

    • عرض صور النعم التي منحها الله للقدس: الماء، الثمر، النور، الجبال، الينابيع…
  2. اعتراف الجماعة بالتقصير وضياع القدس (من «سيسألنا الله يوماً…» إلى «فماذا صنعنا بوردتنا الناصعة؟»)

    • إقرار جماعي بعدم صون النعمة وترك القدس فريسة للريح والموت والعدو.
  3. استشراف مصير الضياع والرجاء في العفو الإلهي (من «إلهي تعلم أنت…» إلى نهاية القصيدة)

    • تصوير عصور الضباب والسيول والذهول إن استمر التفريط، مع تضرع إلى الله وطلب العفو.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفظ والخطاب

1- بم عبّر المتكلم عن حضوره في النص؟
عبّر عن حضوره باستعمال ضمير الجمع «نحن» وضمائر الجماعة، فجعَل نفسه جزءًا من الأمة المشاركة في الذنب والمسؤوليّة.

2- ما الطريقة التي اعتمدها المتكلم في نقل أقواله وأقوال غيره؟ وإلام كان يهدف من ذلك؟
اعتمد أسلوب الحوار والمساءلة بين الله والإنسان، فنقل أقوال الله في صيغة خطاب مباشر، وقابلها بأقوال البشر، بهدف إبراز التناقض بين العطاء الإلهي وبين تفريط الإنسان وإثارة الشعور بالذنب.

3- في القصيدة خطابان. حددهما وقارن بينهما على مستوى زمن التلفظ.
الخطاب الأول هو خطاب الله التذكيري بنعمة القدس، زمنُه ماضٍ مستعاد. والخطاب الثاني هو خطاب الإنسان المعترف بالتقصير والمتخوّف من الغد، زمنُه حاضر يطلّ على مستقبل مظلم؛ فالماضي مفعم بالنعمة، والحاضر والمستقبل مهدَّدان بالضياع.

4- استخرج من القصيدة أدلة على أن المتكلم يسرد أحداثًا لم تقع بعد.
من ذلك قوله: «ونخشى غدًا أن يجيء الضباب»، و«وقد تتمطى عصور الضباب بنا»، و«ثم تأتي السيول وتجرف شتلاتنا»؛ كلّها أفعال مستقبلية يتخيّل فيها ما قد يحدث إن استمر التفريط.

البناء الإيقاعي والدلالي

5- حدّد التفعيلة التي اعتمدتها الشاعرة في نظم نصها، وبيّن طريقة ترتيبها في الأسطر.
اعتمدت الشاعرة تفعيلة «فاعِلاتن» من البحر الخفيف، ورتّبتها في أسطر مختلفة الطول بعدد متغيّر من التفعيلات، ملتزمة بالإيقاع الداخلي أكثر من التزامها بعددٍ ثابت في كلّ سطر، وهو ما يميّز الشعر الحرّ التفعيلي.

6- ما المعنى السياقي الذي يكتسبه الاستفهام في خطاب الله داخل القصيدة؟ وما دوره في إبراز أهمية القدس عنده؟
الاستفهامات من قبيل: «أما كنت رقرقت فيه المياه مرايا؟…» هي استفهامات إنكارية توبيخية، تذكّر الإنسان بعِظم النعمة، وتُظهر أن القدس عند الله موطن جمال وبركة وقداسة، فيتجلّى تقدير الله لها مقابل جحود البشر.

7- بين المعاني التي جمعتها الشاعرة في الأقوال المسندة إلى الله حول الموطن والقدس، والحقول المعجمية التي وظفتها في تشكيل تلك المعاني.
جمعت الأقوال الإلهية بين معاني الجمال والخصب والقداسة والحماية. واستندت إلى حقول معجمية أبرزها:
حقل الطبيعة: المياه، الينابيع، الثمر، الشجر، الظلال، الجبال.
حقل النور: الكواكب، الأنجم، القمر.
حقل الحياة والنماء: التألق، الاخضرار، الثرى العابق.
فتكوَّنت صورة للقدس كأنها جنّة أرضية موهوبة من الله.

اتهام الذات والالتزام

8- إلام تهدف الشاعرة من تكثيف معاني اتهام الذات بذنب التفريط في القدس؟
تهدف إلى تحميل الذات الجماعية مسؤولية ضياع القدس، وإيقاظ الضمير العربي والإسلامي بإثارة الشعور بالذنب والندم، لتكون هذه المحاسبة بدايةَ وعيٍ جديد يقود إلى المقاومة واسترداد الحق.

التقويم :

* إلى أي حد تمكنت الشاعرة من تصوير معاني نصها والإيحاء بها من ناحية، وتأكيد التزامها بقضايا سياسية نضالية محددة من ناحية أخرى؟
تمكّنت الشاعرة بدرجة كبيرة من تجسيد معاني النص عبر صور الطبيعة والنور والاستعارات الدينية التي جعلت القدس زهرةً مقدّسة مهدَّدة بالذبول، كما ربطت بين ضياعها والذنب أمام الله، فجمعت بين البعد الروحي والالتزام السياسي النضالي في إدانة التخاذل والدعوة الضمنية إلى الدفاع عن القدس.

الاحتفاظ ب : في الرؤية الشعرية

ما يلفت الانتباه في رؤية نازك الملائكة للقضية الفلسطينية أنّها تنقلها من مجرد صراع سياسي أو تاريخي إلى مستوى محاكمة الضمير الديني؛ فالتفريط في القدس يظهر في القصيدة بوصفه خطيئة روحية أمام الله، لا مجرد خسارة أرض، مما يمنح النص بعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا عميقًا يختلف عن الخطاب الحماسي المباشر.

التوظيف :

1- هل تجد في قول الشاعرة عن الشعر الحرّ ما يميز رؤيتها للتحديث الشعري عن رؤية غيرها من شعراء الحداثة؟ علّل جوابك ببعض أشعارها.
تؤكد الشاعرة في مقدمة «شجرة القمر» حرصها على أوزان الخليل والقافية مع شيء من المرونة، بخلاف بعض الحداثيين الذين يدعون إلى قطعٍ كامل مع الوزن والقافية. لذلك يبدو تجديدها من داخل التراث العروضي لا خارجه؛ وهذا ما نلمحه في قصائدها الحرة المشهورة مثل «الكوليرا» و«سوسنة اسمها القدس»، حيث يبقى الإيقاع واضحًا مع تنويع القافية وتوزيع التفعيلات.

2- تقول الشاعرة في «قضايا الشعر المعاصر»: «الشعر الحر ليس وزنًا معينًا أو أوزانًا، وإنما هو أسلوب في ترتيب تفاعيل الخليل.» بيّن مدى انطباق قولها على قصيدتها.
ينطبق قولها تمامًا على هذه القصيدة؛ فهي مبنية على تفعيلة واحدة تقريبًا هي «فاعلاتن»، وتقوم بالتلاعب بعدد التفعيلات في السطر وطول الشطر، مع الحفاظ على موسيقى الخليل الداخلية، مما يجعل شعرها الحرّ أسلوبًا جديدًا في ترتيب التفاعيل لا إلغاءً لها.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire