mercredi 5 novembre 2025

شرح نص ريتا والبندقية - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

شرح قصيدة ريتا والبندقية – محمود درويش

التقديم :

قصيدة «ريتا والبندقية» لمحمود درويش من شعر المقاومة الفلسطينية الحديث، تمزج بين قصة حبّ إنسانية تجمع الشاعر بفتاة اسمها ريتا، وبين حضور البندقية رمزًا للصراع والحرب التي باعدت بين العاشقين، فصار الحب مستحيلا تحت وطأة الاحتلال.

الموضوع :

يصوّر الشاعر حبّه العميق لريتا وكيف فرّق بينهما واقع الحرب والبندقية، فغدا الحبيب ممزّقًا بين نداء القلب وواجب المقاومة.

التقسيم :

  1. المقطع الأوّل (من «بين ريتا وعيوني بندقية» إلى «ومواعيد كثيرة»):

    • إبراز التوتر بين ريتا والبندقية وفتح الجرح الأساسي: تعارض الحب والحرب.
  2. المقطع الثاني (من «وأنا قبّلت ريتا…» إلى «ومليون عصفور وصورة»):

    • استرجاع ذكريات الطفولة والحبّ البريء الأول بين الشاعر وريتا.
  3. المقطع الثالث (من «اسم ريتا كان عيدًا في فمي…» إلى «وولدنا مرتين»):

    • ذروة العشق: احتفال الجسد والروح، الوصال، الاحتراق في نبيذ الشفتين وولادة العاشقين من جديد.
  4. المقطع الرابع (من «آه ريتا أي شيء رد عن عينيك عيني…» إلى نهاية القصيدة):

    • عودة البندقية، هجرة القمر، صمت المدينة، وانتهاء القصيدة كما بدأت لتأكيد استحالة اللقاء.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفّظ والبناء

1- في أي سطور جعل الشاعر «ريتا» مخاطَبًا صريحًا؟ وهل يمكن الحديث عن أكثر من مخاطَب في القصيدة؟
جعل الشاعر ريتا مخاطَبًا صريحًا خاصة في النداء المباشر: «آه ريتا… أي شيء ردّ عن عينيك عيني»، حيث يتوجه إليها بالخطاب بوصفها الحبيبة الحاضرة في الذاكرة. ويمكن الحديث عن أكثر من مخاطَب؛ فإلى جانب ريتا يخاطب الشاعر ذاته مسترجعًا ماضيه، كما يجعل «البندقية» طرفًا ثالثًا حاضرًا بقوة في بنية النص وإن لم تُخاطَب بصيغة النداء المباشر.

2- بَنَى الشاعر نصّه من أربعة مقاطع. بم تميّز كل مقطع؟ وما علاقته ببقية المقاطع؟
كل مقطع يمثّل مرحلة من التجربة: الأوّل يعلن الصراع بين الحبّ والبندقية، الثاني يعود إلى طفولة الحبّ وبراءته، الثالث يصف نضج العاطفة وحرارة اللقاء، والرابع يبرز لحظة الانفصال النهائي تحت ضغط الحرب. المقاطع متسلسلة زمنيًا ونفسيًا، إذ تتطوّر من الذكرى الجميلة إلى الاحتراق ثم إلى الفقد، وتلتقي كلها في محور واحد هو استحالة الجمع بين الحبّ والمقاومة.

البنية العَروضية والإيقاع

3- ما هي المظاهر العَروضية في هذا النص التي تذكّر بالشعر العربي القديم؟
القصيدة تقوم على تفعيلة «فاعلاتن» المشتقة من البحر المتقارب، مع حضور واضح للوزن المنتظم في كثير من الأسطر، إلى جانب اعتماد القافية في بعض المقاطع، وهو ما يذكّر ببنية البيت التقليدي في الشعر العربي القديم رغم انتماء النص إلى شعر التفعيلة الحديث.

4- حدد أهم العناصر التي ساهمت في إكساب هذا النص إيقاعه الداخلي.
يتولد الإيقاع الداخلي من عدة عناصر أهمها: تكرار الألفاظ المحورية مثل «ريتا»، «البندقية»، «العيون العسلية»، والتوازي في التراكيب («وأنا أذكر ريتا»، «وأنا قبّلت ريتا»)، إضافة إلى المقابلات بين صور الحب والحرب، واستعمال الجمل القصيرة المتتابعة التي تمنح النص نبضًا موسيقيًا متواصلًا.

المعجم والمعاني

5- بُدئ النص بعبارة «بين ريتا وعيوني بندقية» وخُتم بها. ما الدلالة التي يضفيها هذا التكرار على العلاقة بين الأطراف الثلاثة (ريتا / أنا / البندقية)؟
تكرار الجملة في البداية والنهاية يكشف عن دائرة مغلقة يعيش فيها الشاعر؛ فهو محاصر دائمًا بين حبه لريتا وواجبه النضالي. ريتا تمثّل الحبّ الإنساني، و«أنا» هو العاشق المقاوم، أمّا «البندقية» فهي الحاجز الصلب الذي يفصل بين العين والحبيبة. بهذا الترتيب تصبح البندقية قدرًا يفرض نفسه على العلاقة ويحوّلها من وعد باللقاء إلى قدر من الفراق الدائم.

6- ما هي مظاهر «الحبّ الرومانسي» في هذه القصيدة؟ وما التعابير الدالة عليه؟
يتجلّى الحبّ الرومانسي في طابع الذكريات الحميمة: قبلة الطفولة، الضفيرة التي تغطي ساعد الشاعر، نوم ريتا على زنديه سنتين، الاحتراق في «نبيذ الشفتين»، و«ولادتنا مرتين». هذه الصور تعكس حبًّا عميقًا، حسيًا وروحيًا في آن واحد، قائمًا على الحنين، والتضحية، والاندماج التام بين العاشقين.

التقويم :

* هل تُصنّف هذا النص ضمن الشعر الغزلي أم الوطني؟ لماذا؟
يمكن تصنيفه في الوقت نفسه غزليًا ووطنيًا؛ فهو غزلي من حيث التركيز على تجربة حبّ شخصية صادقة بين الشاعر وريتا، ووطني لأنّ هذا الحبّ لا ينفصل عن سياق القضية الفلسطينية، إذ تأتي البندقية والاحتلال سببًا في فراق الحبيبين، فيتحوّل الحبّ إلى رمز للوطن المفقود وإلى إدانة ضمنية لواقع الحرب.

الاحتفاظ ب : شعر المقاومة وقصص الحب

لم يقطع محمود درويش صلته بالسنن العَروضية القديمة، فالتزم تفعيلة «فاعلاتن» واستفاد من التقفية ليحافظ على موسيقى الشعر العربي، وفي الوقت نفسه تحرّر من صرامة البيت الخليلي. كما يندرج هذا النص في تقليد شعري لدى شعراء المقاومة يقوم على استثمار قصص الحبّ المستحيل بين مقاوم وحبيبة من معسكر الأعداء، لاستثارة التعاطف الإنساني، وفضح قسوة الحرب، والدفع إلى رفض الظلم والبحث عن حلول عادلة.

التوظيف :

قارن – في ريتا – بين قصيدة «ريتا والبندقية» وقصيدة «الحديقة النائمة» من حيث الشكل والمضمون.

المجال مواطن التماثل مواطن التباين
الشكل الشعري كلتاهما من شعر التفعيلة، تعتمد تكرار اسم «ريتا» وتستثمر الموسيقى الداخلية. في «ريتا والبندقية» الحضور أقوى لتقنية التكرار الافتتاحي والختامي، بينما تميل «الحديقة النائمة» إلى سرد مشهدي متواصل للحظات الحياة اليومية.
صورة ريتا ريتا في النصين حبيبة قريبة من الشاعر، تشاركه تفاصيله وتشغل ذاكرته ووجدانه. في «ريتا والبندقية» ريتا حبيبة بعيدة تفصل بينها وبين الشاعر البندقية والحرب، أمّا في «الحديقة النائمة» فهي حاضرة، توقظه وتعدّ له القهوة وتمارس طقوس الحياة الهادئة.
الحبّ والحرب يتجاور البعد العاطفي مع البعد النضالي في القصيدتين. «ريتا والبندقية» تركّز على مأساة الفراق بسبب الحرب، في حين توحي «الحديقة النائمة» بأنّ العاشق شهيد «اليدين اللتين تعدّان القهوة»، أي أنّ الحياة اليومية نفسها تتحوّل إلى مساحة مقاومة ناعمة.
صدق التجربة في النصين إحساس قوي بصدق التجربة وحرارة العاطفة، بعيدًا عن التكلّف. تظهر في «ريتا والبندقية» نبرة الألم والمرارة، بينما يغلب على «الحديقة النائمة» جوّ من الحلم والدفء رغم حضور الشهادة والموت في العمق.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire