mercredi 5 novembre 2025

شرح نص جسمك خارطتي - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

 شرح نص جسمك خارطتي

التقديم :

نص «جسمك خارطتي» قصيدة حديثة للشاعر السوري نزار قباني، مقتطفة من ديوانه «أشعار خارجة عن القانون» (1972)، وهي من شعر التفعيلة/قصيدة النثر، تتغنّى بالمرأة وتكشف ثورة الشاعر على المفاهيم التقليدية للجسد والحب، في إطار لغوي حالم وجريء.

الموضوع :

يتغنّى الشاعر بحبيبته التي يجعل جسدها وطنه وخارطته الوجودية، معبّرًا عن توقه إلى حبّ يمنحه الأمان والدفء والحرية.

التقسيم :

  1. طلب الزيادة في العشق والغرق والموت (من «زيديني عشقا» إلى «إن البحر يناديني»): إبراز التعلّق المرضي/اللذيذ بالمحبوبة.

  2. البعد التاريخي والحضاري للذات العاشقة (من «جسمك خارطتي» إلى «وضاعت في فم تنين»): ربط تجربة الحب بتاريخ طويل من الوجع العربي.

  3. الخوف والاحتماء بجسد المرأة (من «عصفورة قلبي» إلى «أشعر بالبرد... فغطيني»): تصوير المرأة ملجأً من المجهول والظلمة والبرد.

  4. البحث عن وطن لجبين الشاعر (من «احكي لي قصصا للأطفال» إلى «و يأخذني إلى حدود الشمس»): المرأة وطن روحي يكتبه ويمحوه.

  5. المرأة نوارة العمر وجسر الليمون (من «نوارة عمري» إلى «بقيت في دفتر تشرين»): تصويرها مصدر الحياة والجمال والدفء.

  6. التحرر من الماضي من أجل الحبيبة (من «زيديني عشقا» الثانية إلى النهاية): التضحية بالتاريخ والذاكرة والنساء الأخريات من أجل حبّ واحد مطلق.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفظ وكتابة الشعر

1- استخرج من النص المؤشرات على حضور المتكلم والمخاطب فيه. وبين نوع العلاقة بينهما.
من مؤشرات حضور المتكلّم والمخاطَب: «زيديني عشقا»، «يا سيدتي»، «أشعر بالخوف»، «أويني»، «ضميني»، «غطيني»، وكلّها أفعال طلب ونداء موجّهة إلى الحبيبة. العلاقة بينهما علاقة حبّ عميق وحميمية واضحة، فالمرأة ليست حبيبة فحسب بل وطن وملاذ روحي وجسدي للمتكلم.

2- ما الدليل في النص على أن المتكلم لا يغير وجهة نظره من المخاطب؟
يتكرّر الطلب الملحّ «زيديني عشقا... زيديني غرقا... زيديني موتا» في أكثر من موضع، وهو دليل على ثبات موقف الشاعر وإصراره على المضيّ في هذا الحبّ إلى أقصى حد، دون تراجع أو تردّد.

3- أخرج الشاعر قصيدته في سطور شعرية. فهل يمكن إخراجها في شكل أبيات شعرية؟
لا يمكن إخراجها في شكل أبيات عمودية تقليدية؛ فهي من الشعر الحر/قصيدة النثر، تقوم على السطور الشعرية المتفاوتة الطول، وعلى الإيقاع الداخلي والتكرار والصور، لا على تفعيلات منتظمة وقافية موحّدة.

4- القصيدة ستة مقاطع. بين كيف جمع كل منها بين وصف المرأة والتعبير عن الذات.
في كل مقطع يصف الشاعر المرأة (جسدًا، ووطنًا، ودفئًا، ونوارًا للعمر)، ثم ينعكس هذا الوصف على ذاته: يظهر غرقه في الحب، خوفه من المجهول، حاجته إلى الأمان، بحثه عن وطن لجبينه، وتحرّره من ماضيه من أجلها. وهكذا يتداخل وصف المرأة مع بوح الذات في نسيج واحد.

صورة المرأة

5- كثف الشاعر من استخدام التشبيه البليغ في تصوير المرأة. أين كان ذلك؟ وماذا أفاد؟
من التشبيهات البليغة: «أصفى من ماء الخلجان»، «أشهى من زهر الرمان»، «نوارة عمري»، «قنديلي»، «مروحتي». هذه التشبيهات أكسبت صورة المرأة صفاءً وحلاوة وإشراقًا، وجعلتها قمّة في الجمال والنقاء والدفء، فبدت كعنصر مثالي يختصر كل مباهج الحياة.

6- تتنامى صورة المرأة من مقطع إلى آخر وتتنوع معانيها. بين ذلك انطلاقا من الحقول المعجمية المستعملة في التعبير عنها.
في المقطع الأول، تظهر المرأة من خلال حقل البحر والغرق والموت اللذيذ (عشق، بحر، غرق، موت)، فهي شهوة جارفة. وفي المقاطع الوسطى تُقدَّم بمعجم الحماية والدفء (الخوف، المجهول، الظلماء، أويني، ضميني، غطيني)، فتصير ملجأ وأمانًا. ثم تتعمّق دلالتها بحقول الوطن والهوية (خارطتي، وطن لجبيني) والجمال الطبيعي (رائحة الليمون، نوارة عمري، بوح بساتيني)، فتصبح معنى وجوديًا وروحيًا يختصر الحياة كلّها.

غنائية الشعر

7- في القصيدة ظواهر تركيبية وأسلوبية ساهمت في بناء موسيقاها. استخرجها ووضح طريقة الشاعر في استخدامها.
من هذه الظواهر: التكرار («زيديني عشقا»، «أشعر بالخوف»، «جسمك خارطتي»)، والنداء المتكرّر («يا سيدتي»، «يا أحلى نوبات جنوني»)، والجمل القصيرة المتوازية، والانتقالات الإيقاعية بين صور متقابلة (ثلج/نار، شك/يقين). استثمرها الشاعر لخلق إيقاع داخلي متصاعد يواكب توتّر العاطفة وانفعال الذات.

8- وضح العلاقة التي يمكن بناؤها بين موسيقى القصيدة المقروءة وتعبير المتكلم عن مواقفه من المرأة وأحاسيسه نحوها.
تكرار الجمل والنداءات يعطي القصيدة موسيقى ملحاحة تشبه نوبات العشق المتتابعة في نفس المتكلم؛ فالإيقاع المتواتر يعكس إصراره على طلب المزيد من الحب، بينما التدرّج من الغرق والموت إلى الأمان والوطن يترجم تغيّر النبرة من الجنون إلى السكينة. هكذا تصبح الموسيقى مرآة لمواقفه وأحاسيسه من المرأة: شغف، خوف، بحث عن حضن وطمأنينة.

التقويم :

* إلى أي حد تحررت هذه القصيدة من ضوابط الشعر العمودي؟
تحررت القصيدة تحررًا شبه تام من ضوابط الشعر العمودي؛ فلا وزن خليليّ منتظم ولا قافية موحّدة، بل سطور متفاوتة الطول، وإيقاع داخلي يقوم على التكرار والتوازي والصور، مما يجعلها نموذجًا للشعر الحديث الذي يغلب عليه البعد الغنائي الحرّ.

* هل تعتقد أن موضوع القصيدة وإيقاعها وعبارتها من الأسباب التي هيأتها للتلحين الموسيقي وللغناء؟
نعم، فموضوعها العاطفي القويّ، وتكرار جملتها المحورية «زيديني عشقا»، وبناؤها على مقاطع قصيرة ذات نبرة إنشادية، كلّ ذلك جعلها قريبة من قالب الأغنية الحديثة، وهو ما سهّل تلحينها وغناءها وجعلها تعلق بالذاكرة السمعية للمتلقي.

الاحتفاظ ب : من معالم الإيقاع

تقوم قصيدة «جسمك خارطتي» على إيقاع داخلي واضح، يتشكّل من التكرار والتوازي والنداءات المتعددة أكثر ممّا يتشكّل من القافية التقليدية. فالجملة الشعرية عند نزار قباني تتوزّع على سطور قصيرة متتابعة، تضبط مراكز الثقل بين الكلمات وتمنح النص موسيقى نثرية حارّة، تناسب المعاني العاطفية الجريئة وتبرز غنائيته الحديثة.

التوظيف :

اكتب فقرة من عشرة سطور تبرز فيها حداثة قصيدة نزار قباني من الوجهة الاجتماعية.
تمثل قصيدة «جسمك خارطتي» صورة واضحة لحداثة شعر نزار قباني من الوجهة الاجتماعية؛ إذ حرّر الجسد من دائرة المكبوت والمحرم، وجعله مركزًا لتجربة الحب الإنساني بدل أن يكون مصدرًا للعار والخجل. فقد واجه الشاعر المنظور التقليدي إلى المرأة، ونقلها من موقع التشييء والتبعية إلى موقع الشريكة والوطن والملاذ. ومن خلال لغته الجريئة وصوره الحسية الراقية، أعاد الاعتبار للعاطفة الفردية وحقّ الإنسان في التعبير عن رغبته واحتياجه إلى الحنان. وهكذا تحوّل جسد المرأة في القصيدة إلى رمز للحرية والدفء والهوية، فساهم شعر نزار في تنمية وعي جديد بالمرأة وبالفرد في المجتمع العربي الحديث، وفتح الباب أمام أجيال من الشعراء للتعبير عن تجاربهم الخاصة بلا خوف ولا مواربة.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire