تعريف نور الدين صمود – شاعر وأكاديمي تونسي

تعريف نور الدين صمود – شاعر وأكاديمي تونسي

نور الدين صمود (1932 – 11 يناير 2022) هو شاعر وأكاديمي تونسي مرموق، يُعد أحد أبرز أصوات الشعر العربي المعاصر في تونس والعالم العربي. جمع بين الإبداع الشعري والبحث الأكاديمي، وترك بصمة واضحة في ساحة الأدب العربي من خلال قصائده العميقة، ودراساته الثرية، وإسهاماته الكبيرة في خدمة اللغة العربية وتراثها. عُرف بأسلوبه المتين وحنينه للغة التراثية الراقية مع تجديد في المضمون والموضوع، مما جعله رمزًا ثقافيًا وأدبيًا في تونس.

1- السيرة الذاتية والنشأة

وُلد نور الدين صمود عام 1932 في مدينة قليبية بولاية نابل التونسية. نشأ في بيئة ساحلية بسيطة لكن غنية بالتراث الشعبي والذاكرة الثقافية، فكوّن منذ صغره ميلًا للغة العربية والشعر العمودي.

تابع دراسته في تونس ثم ببلدان عربية أخرى مثل مصر، حيث تعمق في العلوم اللغوية والأدبية، قبل أن يحصل على درجات عليا مكّنته من أن يصبح أحد أبرز أساتذة الجامعة ورواد التعليم العالي في تونس.

2- مسيرته الأدبية والفكرية

1) الشعر

تميّز شعر نور الدين صمود بمتانة لغته وثراء صوره، وقدرته على الدمج بين عبق التراث وروح العصر. تغنّى بالوطن والحب والطبيعة، وتناول قضايا الإنسان والهوية بلغة شفافة ووجدان نبيل.

من أهم دواوينه الشعرية:

حنين إلى الرمال

ليل الأحبة

رحلة في الذاكرة

وتريات الحب والألم

لم تكن قصائده مجرد نظم رومانسي أو وطني، بل كانت تعبيرًا عميقًا عن تجربة إنسانية راسخة، يختلط فيها الحنين بالأمل، والفكر بالعاطفة.

2) العمل الأكاديمي والبحث العلمي

إلى جانب شهرته كشاعر، عُرف نور الدين صمود بجهده الأكاديمي في خدمة اللغة العربية، فدرّس في الجامعات، وأسهم في تخريج أجيال من الأدباء والباحثين.

كتب العديد من البحوث والدراسات في الأدب العربي، وله مساهمات في تحقيق النصوص التراثية ودراسة الشعر العربي القديم والمعاصر.

3) الإعلام الثقافي والأنشطة الفكرية

شارك في برامج ثقافية إذاعية وتلفزية، وكان صوتًا حاضرًا في الندوات والملتقيات الأدبية العربية. لعب دورًا في إثراء الحركة الثقافية التونسية من خلال الكتابة، والمحاضرة، وتنشيط الحياة الفكرية.

3- الرؤية الأدبية والفكرية

جمع نور الدين صمود بين الأصالة والتجديد، مؤمنًا بأن التراث ليس عائقًا بل ركيزة للابتكار.

كان ينظر إلى الشعر بوصفه مرآة للروح وبلاغة للعقل وحنينًا للهوية، لذلك جاءت أعماله ممتلئة بروح تونس الساحرة، بين البحر والذاكرة والإنسان.

تناول في أعماله قضايا مثل:

الهوية العربية واللغة

الحب والوطن والأصالة

الذاكرة الثقافية والتاريخ

القيم الإنسانية والجمالية

كان صوته هادئًا لكنه عميق، يحمل حكمة وتجربة طويلة، ويمنح الشعر نفَسًا صافيًا من الرقي والتأمّل.

4- التكريم والإرث

نال نور الدين صمود جوائز أدبية وثقافية مرموقة تقديرًا لمسيرته الطويلة في ميادين الشعر والتعليم والبحث العلمي.

وبوفاته في يناير 2022، فقدت الساحة الثقافية التونسية والعربية أحد أعمدتها، لكن دواوينه وكتبه ومحاضراته ما زالت شاهدة على عبقرية شاعر حافظ على نقاء اللغة ورهافة الحسّ.

الخاتمة

يبقى نور الدين صمود رمزًا من رموز الثقافة التونسية والعربية، شاعرًا يكتب بروح الزمن القديم وعينٍ على المستقبل، وأستاذًا نذر حياته لخدمة اللغة والشعر والفكر.

أضاء بمسيرته الطويلة دربًا من دروب الإبداع، ووضع لبنة راسخة في صرح الأدب التونسي الحديث، ليبقى اسمه حاضرًا في الوجدان والتراث الشعري.