mercredi 5 novembre 2025

شرح نص المقامة الأهوازية - ثالثة ثانوي آداب - مقامات الهمذاني

شرح نص المقامة الأهوازية

التقديم :

«المقامة الأهوازية» من تأليف بديع الزمان الهمذاني، وهي نموذج للمقامة الوعظية التي تمزج بين السرد والحوار، وتجمع بين الطرافة والموعظة. تدور أحداثها في مدينة الأهواز حين كان الراوي في رفقة من الشباب اللاهين، فيعظهم رجل زاهد مذكّر بحتميّة الموت وفناء الدنيا، فينقلب لهوهم إلى توبة وتفكر.

الموضوع :

تعالج المقامة لهوَ الشباب وانغماسهم في متع الدنيا، وتنتهي بوعظٍ يذكّرهم بالموت وضرورة التوبة والرجوع إلى الله.

التقسيم :

  1. وصف حال الرفاق في اللهو والترف (من بداية النص إلى ظهور الرجل الزاهد)

    • حديث عن لهو الشباب وانغماسهم في الملذات.
    • اتفاقهم على مجلس الشراب والسرور.
  2. لقاء الرجل الزاهد وموعظته (من قوله «فاستقبلنا رجل في طمرين...» إلى قوله «إن وراءكم موارد...»)

    • ظهور الزاهد حاملاً الجنازة ومؤنبًا القوم على غفلتهم.
    • موعظته البليغة حول الموت وحتميته.
  3. تأثر القوم بالموعظة ونهاية المقامة (من قول الراوي «فقد نقض علينا ما كنا عقدناه...» إلى نهاية النص)

    • ندم الرفاق وتوبتهم.
    • رفض الزاهد لمتاع الدنيا وابتعاده عنها.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

سجع المقامة

1- ساد متن المقامة سجع ثنائي كثيرا ما تساوت فقره. وضّح ذلك عند قراءة النص وبيّن أثره في إكساب المقامة إيقاعا خاصا.
اعتمد الهمذاني على السجع الثنائي المتوازن مثل: «لتُحملن على هذه العيدان إلى تلكم الديدان» و«وقمنا نجر أذيال الفسوق حتى انسلخنا من السوق»، وهو توازٍ صوتي يجعل النص أكثر إيقاعًا وجمالًا، ويمنحه موسيقى لغوية تجذب القارئ وتشد انتباهه.

الأساليب البلاغية

2- ادرس أهم الأساليب البلاغية المستعملة في الفقرة «وقمنا نجر أذيال الفسوق...» و«هل تنفع هذه الطيرة يا فجرة» مبينًا دورها في إفادة المعنى وتقريبه إلى السامع.
استعمل الكاتب الاستعارة في «نجر أذيال الفسوق» لتصوير الانغماس في المعصية وكأنها ثوب يُجرّ، والمقابلة في «لتُحملن على هذه العيدان إلى تلكم الديدان» لتقريب فكرة الموت بصورة محسوسة، والنداء في «يا فجرة» لتوبيخ القوم وشدّ انتباههم. هذه الأساليب أضفت على الخطاب الوعظي قوة وتأثيرًا في النفوس.

خطاب الوعظ

3- وظيفة هذه المقامة هي الوعظ، بيّن تجليات ذلك في المضامين وانعكاسها على بنية المقامة عامة وخلوها من التحيل.
تجلّت وظيفة الوعظ في مضمون المقامة الذي يدعو إلى التوبة وترك اللهو، وفي بنائها القائم على موقف عابر تحوّل إلى موعظة. كما غاب عنها التحيل والمكر اللغوي المعتاد في المقامات، وحلّ محلّه خطاب صادق مباشر يهدف إلى الإصلاح.

التحليل :

توظيف الشعر

بيّن كيف وظّف الهمذاني الشعر في هذه المقامة وما رأيك في ذلك.
وظّف الهمذاني بيت امرئ القيس «متى ما ترقّ العين فيهم تسهل» فحوّره وجعله جزءًا من نثر المقامة ليزيدها فصاحة ورونقًا. هذا التضمين الشعري يعكس ثقافة الكاتب الواسعة ويُثري لغته بأسلوب فني يجمع بين النثر والشعر.

التقويم :

* بيّن مدى أهمية هذه المقامة في ضوء خلوها من التكدية والتحيل وطابع الهزل.
أهميتها تكمن في طابعها الجادّ الوعظي الذي يميّزها عن المقامات الهزلية، فهي تسعى إلى إصلاح النفوس وتذكير الناس بالموت والزهد في الدنيا. بهذا صارت نموذجًا للمقامة الهادفة التي تمزج بين الأدب والدين بأسلوب فني مؤثر.

الاحتفاظ ب : المقامة وخطاب الجد

يمكن أن تكون المقامة خالية من التكدية والتحيل، كما في «الأهوازية»، إذ جمعت بين النثر والشعر وخدمت غاية أخلاقية واضحة. فهي تمثل تحول المقامة من مجال الطرافة إلى مجال الجدّ والموعظة، وتُبرز قدرة الهمذاني على تنويع مضامينه وأساليبه.

التوظيف :

قارن بين هذه المقامة ومقامات الزهاد الأخرى.
تشترك «الأهوازية» مع «مقامات الزهاد» في غايتها الوعظية، لكنها تمتاز بواقعية الموقف وحيوية الحوار. بينما المقامات الزهدية الأخرى تميل أكثر إلى الخطبة والمباشرة، فإن «الأهوازية» تجمع بين السرد الأدبي والموعظة في أسلوب مشوّق مؤثر.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire