jeudi 6 novembre 2025

شرح نص أحمد الزعتر - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

شرح قصيدة أحمد الزعتر

التقديم :

قصيدة «أحمد الزعتر» للشاعر محمود درويش من ديوان «أحبك أو لا أحبك» (1972)، تنتمي إلى شعر التفعيلة المقاوم، تستلهم مأساة مخيم تل الزعتر لتجعل من أحمد شهيدًا ورمزًا للمقاتل الفلسطيني والعربي المحاصر في المنافي والبلاد العربية.

الموضوع :

يقدّم النص سيرة أحمد الزعتر من المخيم والاغتراب إلى الحصار والشهادة، ليتحوّل من شخص عادي إلى رمز جماعي للمقاومة الفلسطينية والعربية.

التقسيم :

  1. من أحمد الفرد إلى أحمد المخيم: تقديم أحمد المرتبط بالحجر والزعتر والمخيم وبداية النشيد به.

  2. الاغتراب واكتشاف الذات: تصوير رحلة أحمد بين المخيمات والعواصم، والبحث عن الهوية والحقيقة.

  3. أحمد الرمز والحصار: تماهي أحمد مع البلاد، ثم مشاهد الحصار والجنازة والنداء الأخير للمقاومة.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

بنية وأوزان

1- قسم هذا النص حسب ما تبرزه الطباعة إلى سبعة أقسام. فما مبررات هذا التقسيم؟ وما هي العلاقة بين هذه الأقسام؟
يواكب التقسيم المراحل الأساسية في سيرة أحمد: المخيم، الاغتراب، اكتشاف الذات، التماهي مع الوطن، الحصار، الشهادة، ثم النداء للمقاومة؛ فتتدرج المقاطع تصاعديًا من شخصٍ معيّن إلى رمزٍ جماعي يوحِّد تجربة الفلسطينيين والعرب.

2- بم تميز توزيع التفعيلات على الأسطر في هذا النص؟ وعلام يدل ذلك؟
اعتمد الشاعر تفعيلة «متفاعلن» بتوزيع غير منتظم؛ أسطر طويلة وأخرى قصيرة، وانكسار للجمل في منتصف السطر، مما يدل على تحرّره من عمود الشعر وعلى توتّر التجربة النضالية وإيقاعها المتكسّر القريب من الهتاف.

3- حفل النص بترديد عبارات محددة وصيغ صرفية وتراكيب نحوية معينة. ارصد ذلك وبيّن تضافر هذا الترديد مع عناصر أخرى في إكساب النص إيقاعه الخاص.
من العبارات المردّدة: «مضت/سافرت الغيوم وشردتني، ورمت معاطفها الجبال وخبأتني/وجمعتني»، «أنا أحمد العربي»، «من الخليج إلى المحيط»، «فليأت الحصار، أحاصركم». يتضافر هذا التكرار مع الوزن الحرّ والصور القوية ليمنح القصيدة إيقاعًا نشيديًا يؤكد المعاني ويشد المتلقي.

رمز المقاومة

4- ذكر الشاعر في هذا النص اسم أحمد تسع مرات. استنتج من السياق الذي ورد فيه الاسم كل مرة طريقة الشاعر في التعريف بصاحبه وخطته في ذلك.
يعرّف الشاعر بأحمد أولًا من خلال ارتباطه بالحجر والزعتر والمخيم، ثم يصفه بـ«العربي» فيتسع معناه إلى الأمة، وبعدها يذوبه في ضمير المتكلم «أنا أحمد العربي» ليصبح هوية مشتركة، وفي المقاطع الأخيرة يربطه بالحصار والشهادة، فينتقل من فرد معيَّن إلى بطل أسطوري.

5- في النص حديث عن أحمد «الحقيقي» وآخر عن أحمد الرمز. ميّز كل حديث من الآخر.
أحمد «الحقيقي» شاب فلسطيني من مخيم تل الزعتر، يعيش اللجوء والزنازين والرحيل اليومي، أما أحمد «الرمز» فهو صورة كل مقاتل فلسطيني وعربي؛ يتماهى مع الوطن («أنا البلاد») ويختصر قضية شعب كامل في شخص واحد.

6- بيّن كيف صوّر الشاعر معاناة المقاوم الفلسطيني في البلاد العربية المجاورة لأرضه.
يظهر المقاوم منفيًّا في المخيمات، تائهًا في العواصم والقطارات والأرصفة بلا مستقبلين، ممزَّقًا بين الأنهار والمدن، ومحاصرًا بجيوش تعدّ الجنازة والمقصلة بدل أن تعدّ النصر؛ فيبدو غريبًا حتى داخل الفضاء العربي.

التقويم :

* هل في النص مقومات النشيد كما ذكر الشاعر في بدايته؟ ادعم رأيك.
نعم؛ فالنص يعتمد التفعيلة المتحركة، والتكرار الشعاري («أنا أحمد العربي»، «فليأت الحصار»)، والخطاب المباشر للجماعة، والإيقاع الحماسي الذي يصلح للإنشاد في المخيمات والمظاهرات، فيغدو نشيدًا للمقاومة لا مجرد مناجاة فردية.

* هذه القصيدة كانت وليدة أحداث تاريخية محددة. فهل يجوز اعتبارها وثيقة تسجيلية لتلك المناسبة؟ وضّح رأيك.
يمكن عدّها شهادة شعرية على حصار تل الزعتر ومعاناة الفلسطينيين، لكنها ليست وثيقة تسجيلية دقيقة؛ فهي لا تضبط الأرقام والتواريخ، بل تعيد تشكيل الحدث بالرمز والخيال لتجسّد روحه ومعناه الإنساني أكثر من تفاصيله الواقعية.

الاحتفاظ ب : الشعر الحديث والأرض المحتلة

يكشف النص عن دور الشعر الحديث في خدمة قضايا التحرّر، إذ يمجّد الأبطال والشهداء مثل أحمد الزعتر، ويعبّر عن مآسي المخيمات والحصار دون أن يضحّي بالصنعة الفنية، فيجمع بين الالتزام بالنضال والجودة الجمالية.

التوظيف :

1- قارن بين العبارات الثلاث الواردة في القصيدة، وبيّن التطور الحاصل في حال المتكلم.
في «مضت/سافرت الغيوم وشردتني… وخبأتني» يبدو المتكلم تائهًا ملاحَقًا، أمّا في «كتبت مراثيها الطيور وشردتني… وجمعتني» فقد انتقل من تشرد فردي إلى اندماج في جماعة الشهداء؛ فالغيوم والجبال التي كانت تخفيه صارت تجمعه إلى شعبه وأرضه.

2- ذكر في النص النهر «بردى» و«مخيم تل الزعتر». حدّد المكانين جغرافيًّا.
نهر «بردى» يمرّ بمدينة دمشق عاصمة سوريا، أمّا «مخيم تل الزعتر» فيقع في شمال شرق بيروت بلبنان، وكان مخيّمًا للاجئين الفلسطينيين.

3- ابحث تاريخيًّا عن الأحداث التي وقعت في تل الزعتر وحدّد أطراف الصراع ونتائجه.
حوصِر مخيم تل الزعتر سنة 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية من قِبل ميليشيات لبنانية مسيحية في مواجهة فصائل فلسطينية، وانتهى الحصار بمجزرة مروّعة دُمّر فيها المخيم وقُتل الآلاف وهُجّر من بقي من سكانه.

4- اقترنت أحداث أخرى بشهر سبتمبر (أيلول) الأسود، فأين وقعت؟ ولم نُعت الشهر بالسواد؟
وقعت أحداث «أيلول الأسود» في الأردن سنة 1970، حين اندلع صدام مسلّح بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين؛ وسُمّي الشهر «أسود» لكثرة ما شهِد من دماء ومجازر وتهجير في صفوف الفلسطينيين.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire