vendredi 7 novembre 2025

تعريف الكاتب توفيق بكّار

تعريف الكاتب توفيق بكّار

توفيق بكّار هو أحد أعمدة النقد الأدبي في تونس والعالم العربي،وُلد سنة 1927 في تونس وهوواحد من الأسماء التي صنعت ذائقة أدبية وفكرية مميّزة في القرن العشرين. لم يكن مجرد أستاذ جامعي يدرّس اللغة العربية، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، تُنير العقول وتُحفّز على الإبداع، وتجعل من القراءة فعلًا حيًا، ومن النص الأدبي عالمًا ممتدًا نحو التأويل والجمال.

1- مولده ونشأته

وُلد توفيق بكّار سنة 1927 في تونس، وفي زمن تتفتّح فيه الوعي القومي والثقافي وتتشكّل فيه ملامح التنوير الفكري في البلاد. نشأ في بيئة تُقدّر المعرفة وتعلي من شأن الثقافة، فكبر على حب اللغة العربية وتذوّق أسرارها، وتعلّق بالأدب منذ سنواته الأولى، حيث كان الكتاب رفيقه والمكتبات بابه نحو عوالم أخرى.

وقد ساهم هذا المناخ الغني في تكوين شخصية مثقفة ونهمٍ مستمر للمعرفة، جعلته يخطو نحو عالم الأدب بحماس العالم وفضول المبدع.

2- تكوينه العلمي ومسيرته الأكاديمية


التحق توفيق بكّار بالدراسة العليا في مجال الأدب واللغة العربية، ثم التحق بالجامعة التونسية ليصبح أحد أبرز أساتذتها وأكثرهم تأثيرًا في الأجيال. كان في قاعة الدرس مثالًا للمعلّم الصارم بالفكر، الرقيق بالروح، يفتح أمام طلابه أبواب النقد والتحليل، ويجعل النصوص تتحرّك وتتنفّس كأنها مخلوقات حية.

ولم يقتصر دوره على التعليم، بل شارك في تأسيس العديد من المراكز والندوات الفكرية، وأسهم في بناء مشهد أكاديمي تونسي متطوّر، يواكب المدارس الحديثة في النقد والبحث الأدبي.

3- أعماله وإسهاماته الفكرية

اشتهر توفيق بكّار بإشرافه على سلسلة من الإصدارات الأدبية والنقدية، وبتقديمه قراءات عميقة لأعمال كبار الأدباء التونسيين والعرب. كما كتب مقدّمات تحليلية لكثير من الكتب والروايات، جعلت القارئ يدخل العوالم الأدبية بفهم أعمق ورؤية أوضح.
من أبرز اهتماماته:

تحليل الرواية العربية وتطوّرها
دراسة النصوص التراثية بمنهج نقدي حديث
تقديم قراءات تفسيرية عميقة لأعمال كبار الكُتّاب
تشجيع الأدباء الشباب ومنحهم مساحة للتعبير والإبداع

كان الناقد الذي لا يكتفي بالتحليل، بل يفتح آفاقًا جديدة للكتابة ويمنح النص حياة أخرى بعد قراءته.

5- تأثيره وإرثه

ترك توفيق بكّار بصمة لا تُنسى في الثقافة التونسية والعربية. تخرّج على يديه عدد كبير من المفكرين والأدباء والأكاديميين الذين حملوا فكره وساروا على خطاه. بقي اسمه مرتبطًا بالصرامة العلمية والعمق النقدي، والقدرة على ربط التراث بالحداثة بشكل رصين ومتوازن.

لم يكن أستاذًا فقط، بل معلّمًا للروح والفكر، وناقدًا يحدد ملامح الحداثة الأدبية في تونس، حتى صار مرجعًا لا يمكن تجاوز تأثيره عند الحديث عن تطوّر النقد العربي المعاصر.

الخاتمة

رحل توفيق بكّار عن الحياة في 24 أبريل 2017، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وفكريًا كبيرًا، وذكريات في قلوب طلابه ومحبيه، وشهادات كثيرة على دوره الريادي في بناء مدرسة نقدية تونسية حديثة. ورغم رحيله، بقي صدى صوته في الجامعة، وبقيت كتبه ومقالاته تشهد على رجل حمل الكلمة مسؤولية ووهجًا وخلودًا.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire