mercredi 5 novembre 2025

تعريف الكاتب إبراهيم درغوثي

تعريف الكاتب إبراهيم درغوثي 

إبراهيم درغوثي (21 ديسمبر 1955، المحاسن – ولاية توزر) هو واحد من أبرز كتّاب السرد في تونس المعاصرة، وقد عرف بإسهامه المميز في فنّ القصة والرواية، وبتجربته الفنيّة العميقة التي استمدت روحها من الجنوب التونسي، فحملت نكهة المكان وخصوصية الإنسان هناك. يُعدّ درغوثي من الأصوات الأدبية التي طوّرت السرد التونسي الحديث، وأغنته برؤية تجريبية تجمع بين الواقع والخيال، وبين الاجتماعي والفلسفي.

1- النشأة والمسيرة التعليمية

وُلد إبراهيم درغوثي في منطقة المحاسن من ولاية توزر، وسط بيئة جنوبية بسيطة وثرية بثقافتها وتراثها الشعبي. تلقّى تعليمه الابتدائي بجهته، ثم واصل دراسته الثانوية بتوزر، قبل أن يلتحق بدار المعلمين العليا بتونس حيث تخصّص في مجال التربية والتعليم.

اشتغل مدرّسًا في مناطق مختلفة، أبرزها الحوض المنجمي بولاية قفصة، وهو فضاء اجتماعي ونضالي أثّر بعمق في رؤيته للواقع وفي كتاباته التي عكست حياة الناس هناك وتحوّلات المجتمع.

إلى جانب نشاطه الأدبي، تقلّد مسؤوليات ثقافية، من بينها عضوية ورئاسة فرع اتحاد الكتّاب التونسيين بقفصة.

2- الإنتاج الأدبي والإنجازات

تميّز درغوثي بغزارة إنتاجه، خاصة في القصة والرواية، حيث قدّم نصوصًا متنوّعة تحفر في الواقع الاجتماعي، وتلامس هموم الإنسان، وتستخدم أحيانًا الأسلوب الرمزي والعجائبي لكشف حقائق أعمق.
أعماله في القصة القصيرة

من أبرز مجموعاته القصصية:

النخل يموت واقفًا
الخبز المر
رجل محترم جدًا
منازل الكلام
وقد تميّزت بتناول الواقع الاجتماعي بعمق، مع حسّ إنسانيّ واضح، وبناء أسلوبي يجمع بين التكثيف والرمزية.
أعماله الروائية

من أشهر رواياته:

الدراويش يعودون إلى المنفى
القيامة… الآن
شبابيك منتصف الليل
وراء السراب… قليلاً
مجرد لعبة حظ

جسّدت هذه الأعمال رؤية سردية تجريبية، حيث يمتزج الواقع بالخيال وتتداخل الأزمنة والأماكن، مع حضور قوي للفضاء الصحراوي وللقضية الإنسانية.

الجوائز والتكريم

حصل على عدة جوائز تونسية مرموقة تقديرًا لإبداعه، من بينها جوائز كبرى في الرواية والقصة، ممّا رسّخ مكانته في المشهد الأدبي التونسي.

3- الرؤية الأدبية والفكرية

يؤمن إبراهيم درغوثي بأن الأدب مرآة الإنسان وصراعه مع ذاته ومحيطه. لذلك جاءت كتاباته مليئة بالتساؤلات حول الحرية والهوية والعدالة، مستلهمة من معاناة الإنسان البسيط في الجنوب التونسي.

اعتمد في أسلوبه على:

المزج بين الواقعي والخيالي
استعمال الرمز والعجائبية
النفاذ إلى البعد النفسي للشخصيات
تصوير البيئة التونسية بعمق وحميمية

4- الإرث الأدبي

ترك إبراهيم درغوثي أثرًا راسخًا في الأدب التونسي، إذ يُعدّ من الأصوات السردية التي منحت الأدب التونسي نبرة جديدة، قادمة من العمق الجغرافي والاجتماعي والثقافي للبلاد. صارت نصوصه مادة للبحث الأكاديمي والدراسات النقدية، ومرجعًا في فهم تطوّر الرواية والقصة في تونس.

الخاتمة

إبراهيم درغوثي هو كاتب حمل الجنوب التونسي إلى الأدب، فحوّل الصحراء والمدينة والمنجم إلى فضاءات إنسانية واسعة، وجعل من الكتابة صوتًا للحياة والمقاومة والحلم. بفضل أعماله الغنية وتجربته الأصيلة، يحتل مكانة بارزة في المشهد الأدبي التونسي والعربي.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire