mercredi 5 novembre 2025

موضوع حجاجي حول العمل مع الاصلاح - تاسعة اساسي

موضوع حجاجي حول العمل مع الاصلاح - تاسعة اساسي

الموضوع

يقول أحدهم: "إنّ العمل يعود بالنفع على الشعوب وعلى الفرد."
ادعم هذا الرأي بحجج مقنعة.

الأطروحة

لا يخفى على أحد أنّ العمل يمثّل ركيزة الحياة وعماد التقدّم البشري، فهو الوسيلة التي يثبت بها الإنسان وجوده ويعبّر من خلالها عن قدراته العقلية والجسدية والإبداعية. ومن خلال العمل يكتسب الفرد قيمته في المجتمع ويشارك في بناء وطنه وازدهاره. لذلك لم يكن عبثًا أن يقال: "إنّ العمل يعود بالنفع على الشعوب وعلى الفرد"؛ فهذه الحقيقة تشهد عليها التجارب الإنسانية عبر التاريخ.

سيرورة الحجاج

أولًا: أثر العمل في نهضة الشعوب

إنّ العمل ليس نشاطًا فرديًا فحسب، بل هو عنصر أساسي في بناء المجتمعات وتطوّر الدول. فالشعوب التي تقدّر العمل وتحترمه تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، إذ يساهم الإخلاص في أداء المهام والإتقان في تنفيذها في رفع مستوى الإنتاج وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
ومن خلال العمل الجاد، تستطيع الدول القضاء على الفقر والبطالة والتشرّد، مما ينعكس أمنًا واستقرارًا اجتماعيًا.
كما يلعب العمل دورًا هامًا في إعمار البلاد وتشييد بنيتها التحتية؛ فكلّ مدينة شامخة وكلّ منشأة عصرية قامت بجهود عقول وجهود سواعد جعلت من الحجارة عمرانًا ومن الفراغ حضارة.

وخير مثال على ذلك اليابان، التي أعادت بناء نفسها بعد الحروب والكوارث الطبيعية بفضل روح العمل والالتزام، حتى أصبحت نموذجًا عالميًا في الإبداع والإنجاز. وكذلك الصين التي جعلت من العمل منهج حياة، فاستطاعت في زمن قياسي الوصول إلى مصافّ القوى العالمية اقتصاديًا وتكنولوجيًا.
وهكذا يتضح أنّ العمل سبيل قوة الأمم ونهضتها، وأنّ الشعوب لا ترتقي إلا بقدر ما تُخلص في أعمالها وتؤمن بقيمة العمل كفلسفة حياة.

ثانيًا: أثر العمل في بناء شخصية الفرد

ولئن كان العمل ركيزة الأمة، فإنّه أيضًا أساس تكوين الفرد وارتقائه. فمن خلال العمل يكتسب الإنسان أخلاقًا سامية مثل الإخلاص، الانضباط، الصبر، والتعاون. كما يشعر أنّ لحياته هدفًا وأنّ جهده يثمر ويعود عليه بالتقدير والاحترام.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالعمل يبعث في الإنسان الطمأنينة والراحة النفسية، لأنّ النشاط والإنتاج يشعران الفرد بقيمته ويغذّيان روح الأمل لديه، فيبتعد عن الكسل والخمول الذي يجرّ صاحبه إلى الضياع واليأس.
ويُكسب العمل الإنسان القدرة على الإبداع وتحمل المسؤولية، فيتحوّل إلى عنصر فعّال في بناء مجتمعه، معتزًا بجهده، فخورًا بنتائجه، مستشعرًا كرامته في كسب رزقه بعرقه.
كما أنّ للعمل بعدًا دينيًا ساميًا، إذ دعا الإسلام إلى الاجتهاد والسعي، قال تعالى:
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
وفي ذلك دليل على قدسية العمل وعلوّ مكانته في حياة المؤمن.

الاستنتاج

وفي ضوء ما تقدّم يتبيّن أنّ العمل ليس مجرّد واجب اقتصادي، بل هو قيمة إنسانية وحضارية، يبني به الفرد ذاته وترتقي به الأمم نحو المجد. ومن ثمّ، علينا أن نجعل من العمل شعارًا نرفع به أوطاننا ونحفظ به كرامتنا ونصنع به مستقبلنا، فالأمم لا تُشيَّد بالأحلام بل بسواعد عاملة وعقول مبدعة وقلوب مخلصة تؤمن أنّ من جدّ وجد ومن زرع حصد.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire