mercredi 5 novembre 2025

شرح نص طوق الياسمين - ثالثة ثانوي آداب - الشعر الحديث

شرح قصيدة طوق الياسمين

التقديم :

قصيدة «طوق الياسمين» لنزار قباني من شعر التفعيلة (متفاعلن)، تجسد مشهداً عاطفياً بين رجل وامرأة، يجعل فيه طوق الياسمين رمزاً للحب الصادق الذي ينتهي إلى خيبة بعد اكتشاف خيانة الحبيبة.

الموضوع :

يصور الشاعر رجلاً يهدي حبيبته طوق ياسمين رمزاً لحبه ووفائه، ثم يكتشف أنها تتجمل به لغيره في حانة فيشعر بالخيبة والانكسار.

التقسيم :

  1. المقطع الأول: من «شكراً.. لطوق الياسمين» إلى «ظننت أنك تدركين»

    • تقديم الهدية (طوق الياسمين) وتوهم الشاعر أن الحبيبة تشاركه فهم رمزها.
  2. المقطع الثاني: من «وجلست في ركن ركين» إلى «جدولان من الحنين»

    • وصف جلوس المرأة، حركاتها، عطرها وملابسها في جو حالم حزين.
  3. المقطع الثالث: من «وقصدت دولاب الملابس» إلى «ظننت أنك تدركين»

    • مشاركة الرجل في اختيار ما تلبسه المرأة وربط الطوق حول عنقها، وتأكيد ظنه بأنها تدرك معنى الهدية.
  4. المقطع الرابع: من «هذا المساء...» إلى «لحناً كأيامي حزين»

    • مشهد الحانة حيث يراها ترقص وتتمايل على أذرع المعجبين وتهمس لفارسها لحناً فرنسياً حزيناً.
  5. المقطع الخامس: من «وبدأت أكتشف اليقين» إلى نهاية القصيدة

    • انكشاف الحقيقة، إدراك الرجل أنها تتجمل وتتطيّب لغيره، سقوط الطوق على الأرض كالـ«جثة البيضاء»، وتحوّل الظن إلى يقين بالخداع.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

التلفظ

1- استخرج من القصيدة ما يؤكد أن الرجل والمرأة متخاطبان يتبادلان الكلام.
يتأكد التخاطب من قول المرأة في بداية القصيدة: «شكراً.. لطوق الياسمين»، فهو جواب على إهداء الرجل، ومن أفعال الأمر والطلب مثل: «وقصدت دولاب الملابس... وطلبت أن أختار ماذا تلبسين».

البنية

2- ما المعيار الذي اعتمده الشاعر في بناء قصيدته من خمسة مقاطع؟ هل ترى طريقة أخرى في تقسيم النص؟
اعتمد الشاعر في التقسيم على تطور الحدث العاطفي بين الرجل والمرأة: من إهداء الطوق، إلى لحظة الزينة والفرح، ثم مشهد الحانة، وأخيراً اكتشاف الخيانة واليقين. ويمكن تقسيم النص أيضاً وفق تغيّر المكان والحالة النفسية في كل مقطع (البيت الهادئ/ الحانة الصاخبة/ لحظة الانكسار).

قوة الإيهام

3- علام اعتمد الشاعر في الإيهام بواقعية ما وصفه وروّاه في قصيدته هذه؟
اعتمد على التفاصيل الحسيّة الدقيقة مثل: العطر، الخف المقصب، ألوان الثياب، الحانة الصغيرة، أذرع المعجبين، وقع الطوق على الأرض، مما يجعل المشهد قريباً من الواقع ويُوهم القارئ بأن ما يروى حادثة حقيقية.

تحوّل موقف المرأة

4- بُدئ النص وخُتم بقولين للمرأة. بيّن، منهما ومن السياق الذي وردا فيه، التحوّل في موقف المرأة من طوق الياسمين. وبم يمكن تفسيره؟
في البداية تقول المرأة: «شكراً.. لطوق الياسمين» فيبدو أنها ممتنّة للهدية وتقدّر صاحبها. وفي النهاية ترفض الانحناء لالتقاط الطوق وتضحك: «لا شيء يستدعي انحناءك.. ذاك طوق الياسمين»، فتبدو لا مبالية ومستهينة بالرمز العاطفي. يفسَّر هذا التحوّل بكونها تتخذ الطوق زينة سطحية لغيره، لا رمزاً لعلاقة جادة مع الرجل الذي أهداه لها.

التكرار ودلالته

5- ردد الرجل عبارة «ظننت...» في المقطعين الأول والثاني. فماذا أفادت في المحلين؟ وما الذي يتناسب معها في المقطع الأخير من النص؟
يفيد التكرار في الموضعين أن الرجل كان واثقاً في البداية بأن المرأة تفهم رمزية الطوق وتبادله الشعور، لكن لفظ «ظننت» يحمل في طيّاته الشكّ الذي سيتحوّل لاحقاً إلى يقين بالخديعة. وفي المقطع الأخير يتناسب معها قوله: «وبدأت أكتشف اليقين» الذي يبيّن انقلاب الظن إلى حقيقة موجعة.

إيقاع الشعر

6- يمكن إعادة كتابة السطر الثامن في شكل بيت من الشعر العمودي. بيّن ذلك، وابحث في النص عن حالات مشابهة.
السطر: «وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين» مبني على تفعيلة متفاعلن ويمكن صياغته على وزن بيت تام من البحر الكامل. ومثله أسطر عديدة في القصيدة مثل: «لحناً فرنسي الرنين» و«لحناً كأيامي حزين»، مما يدل على احتفاظ الشاعر بالتفعيلة والإيقاع مع التحرر من نظام البيت التقليدي.

موسيقى الشعر

7- ممّ استحدث الشاعر موسيقى نصّه؟
استحدث موسيقاه من تكرار الألفاظ والتراكيب (ظننت، لحناً، حزين)، ومن الجمل القصيرة المتوازنة، ومن تعاقب الأصوات اللينة والحروف المهموسة، إضافة إلى الاعتماد على تفعيلة واحدة تمنح النص إيقاعاً داخلياً هادئاً وحزيناً.

الاحتفاظ ب : من سمات الحداثة في الشعر

تحرّر الشاعر الحديث من نظام البحر والبيت، لكنه حافظ على التفعيلة وعلى شيء من القافية أحياناً، كما فعل نزار قباني في هذه القصيدة. ومن سمات الحداثة أيضاً اهتمام الشاعر بقضايا عصره، وهنا يعالج وضع المرأة المعاصرة وعلاقتها بنفسها أولاً وبالرجل ثانياً، ويكشف من خلال طوق الياسمين عن التوتر بين الحب الصادق والاستهلاك السطحي للعاطفة.

التوظيف :

يقول نزار قباني في قصيدة «مع الجريدة» مشهداً قريباً من «طوق الياسمين»، إذ يصوّر رجلاً يجلس مع امرأة في مقهى، تنشغل عنه بالجريدة والناس، فيشعر بالاغتراب العاطفي والبرد. في القصيدتين يوظّف الشاعر تفاصيل الحياة اليومية (الجريدة، الفنجان، الطوق، العطر) ليعبّر عن أزمة التواصل العاطفي في المجتمع الحديث.

التقويم :

* إلى أي حد يمكن اعتبار القصيدة خطاباً شعرياً يكثّف وعي المرأة بفرديتها؟
تظهر المرأة في القصيدة شخصاً حراً في اختياراته، تتجمل لمن تشاء وترفض الانحناء لالتقاط الطوق، وهو ما يبرز جانباً من وعيها بفرديتها واستقلالها. غير أن الشاعر يلمّح أيضاً إلى الوجه السلبي لهذا السلوك عندما يتحوّل إلى أنانية ولا مبالاة بمشاعر الآخر.

* عبّر الشاعر عن مسمّى واحد مرة بـ «طوق الياسمين» ومرة بـ «سوار الياسمين». فهل يدل ذلك على عدم تمييزه بين الاسمين؟ وما رأيك في لغة هذا النص بصفة عامة؟
لا يدلّ ذلك على عدم تمييز، بل على تنويع دلالي: فالطوق والسوار كلاهما حُليّ يلبس قرب القلب أو المعصم، ويرمزان إلى العناق والوفاء. واللغة في النص عموماً رشيقة، شفافة، قريبة من اليومي، تمزج بين البساطة والعمق وتستعمل صوراً حسية موحية تناسب التجربة العاطفية التي يعبّر عنها الشاعر.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire