lundi 3 novembre 2025

تلخيص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة - تاسعة أساسي

تلخيص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة - تاسعة أساسي


تحتلّ المرأة مكانة رفيعة في المجتمعات المعاصرة، فقد أصبحت شريكًا أساسيًا في بناء الأسرة وتقدّم المجتمع، ونجحت بفضل إرادتها وكفاءتها في فرض حضورها في مختلف مجالات الحياة، رغم ما يعترضها من تحديات وصعوبات. فالمرأة اليوم ليست عنصرًا ثانويًا، بل قوّة فاعلة تساهم في الرقي الحضاري والتنموي للأمّة.

1- المكاسب 

1. دور المرأة أسريّا

تُعدّ المرأة أساس الأسرة وعمودها المتين؛ فهي الأمّ الحنون التي ترعى أبناءها وتُحسن تربيتهم، وتسهر على غرس القيم والأخلاق في نفوسهم، وتحرص على توفير بيئة أسرية متوازنة يسودها الاحترام والمودة. ورغم انخراطها في العمل، تظلّ حريصة على التوفيق بين واجباتها المنزلية ومهامها المهنية.
أمثلة واقعية :
وقد أثبتت المرأة العربية ذلك بجدارة؛ فالأم التونسية تخطّط لمستقبل أبنائها وتتابع تحصيلهم، والمرأة الخليجية تستعين بمن يساعدها ولكنها لا تتخلّى عن دورها التربوي، مما يعكس وعيًا ومسؤولية عميقة.

2. دورها اجتماعيّا وعمليّا

لم يعد دور المرأة مقتصرًا على البيت؛ فقد أصبحت فاعلة في المجتمع، تنخرط في الجمعيات المدنية، وتعمل في مختلف القطاعات، وتشارك في الإدارة والاقتصاد والانتخابات. وقد تولّت مناصب مرموقة في عدّة دول عربية.

أمثلة واقعية :

 حضور المرأة التونسية في مراكز القرار، ومشاركة المرأة المغربية في المجتمع المدني، وارتقاء نساء سعوديات لمراتب عليا في الدولة. وهكذا أثبتت المرأة أنّها عنصر بناء وتطوير لا يمكن الاستغناء عنه.

3. دورها ثقافيّا وفكريّا

كان للمرأة دور بارز في إثراء الثقافة والفكر، من خلال كتاباتها وإبداعاتها التي عالجت قضايا المجتمع ورفعت الوعي بحقوق المرأة. ومن أبرز الأسماء النسائية في العالم العربي:

نوال السعداوي: كاتبة وطبيبة مصرية دافعت عن حرية المرأة وحقوقها.
عائشة التيمورية: شاعرة مصرية تناولت في شعرها قضايا المرأة وكرامتها.

كما برزت نساء عالميات تركن بصمات خالدة مثل:
ملالا يوسفزاي، شيرين عبادي، وأنجيلا ميركل التي قادت أكبر اقتصاد أوروبي لسنوات طويلة.

2- التحديات والعراقيل

رغم المكاسب الهامة، ما تزال المرأة تواجه عقبات متعدّدة:

1- أسريّا

ما زالت بعض المجتمعات تمارس على المرأة أشكالًا من العنف والقهر تحت غطاء العادات والأعراف، فتسلب كرامتها وتقيّد حريتها. وتبقى الأمية منتشرة في صفوف الفتيات خصوصًا في المناطق الفقيرة، مما يحرمهن من فرص التعليم والعمل. وتشير الأمم المتحدة إلى أنّ امرأة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف، وأن ملايين الفتيات في آسيا وإفريقيا ما زلن محرومات من التعليم الابتدائي.

2- مهنيّا

دخلت المرأة سوق العمل بثقة، لكنها كثيرًا ما تواجه عراقيل تحول دون تقدّمها؛ من تدنّي الأجور وصعوبة تولّي المناصب القيادية، إلى الأعباء المضاعفة بين العمل والبيت. ورغم ذلك، تواصل المرأة كفاحها، وقد أثبتت التقارير أنّها ما تزال تتقاضى حوالي 77٪ من أجر الرجل، وألاّ تتجاوز نسبة القيادات النسائية 30٪ في معظم الدول.

3- سياسيّا

على الرغم من بروز شخصيات نسائية في الحكم والبرلمان، تبقى المشاركة السياسية النسائية محدودة في العديد من المجتمعات العربية، إذ لا يتجاوز تمثيل المرأة في البرلمانات العربية 18٪، رغم أنّها تمثّل أكثر من نصف المجتمع عددًا وفكرًا.

خاتمة

يتبيّن ممّا سبق أنّ المرأة قد أصبحت عنصرًا فاعلًا في كل ميادين الحياة؛ فهي أمّ ومربّية ومثقّفة وفاعلة اجتماعيّا وسياسيّا. ورغم التحديات التي لا تزال تعترض طريقها، فإنّ مسيرتها نحو التمكين والمساواة مستمرة بفضل وعيها وإرادتها وإيمانها بحقها في التعليم والعمل والمشاركة في صنع القرار.
فالمرأة اليوم ليست نصف المجتمع عددًا فحسب، بل نصفه جهدًا وفكرًا وعطاءً، ولا يمكن لأيّ مجتمع أن يتقدّم دون الارتقاء بالمرأة وتمكينها.

1 commentaires: