تعريف الشاعرة جميلة الماجري

تعريف الشاعرة جميلة الماجري

تُعدّ جميلة الماجري (مواليد القيروان سنة 1951) واحدة من أبرز الشاعرات في تونس والعالم العربي، وقد استطاعت من خلال مسيرتها الإبداعية أن تؤسس أسلوبًا شعريًا خاصًا بها، يجمع بين الرقة الأنثوية وعمق التجربة الفكرية، وبين الغنائية العذبة وقوة الصورة الشعرية. تميزت كتاباتها بإحساس مرهف تجاه الإنسان والوطن، وبقدرتها على تحويل التجارب الشخصية إلى قصائد تحمل أبعادًا إنسانية واسعة.

1- السيرة الذاتية

وُلدت جميلة الماجري في مدينة القيروان، مهد الحضارة والشعر، ما أثر في تكوينها الثقافي والروحي منذ الصغر. نشأت في بيئة تحترم الكلمة وتقدّر الثقافة، الأمر الذي نمّى هوايتها الشعرية مبكرًا.

تلقت تعليمها في تونس، وانخرطت في الحياة الثقافية منذ شبابها، فبرزت كصوت نسائي شاعر في فترة كان حضور المرأة في المشهد الأدبي لا يزال قيد التبلور.

2- المسيرة الأدبية والإنجازات

1- الشعر

كتبت جميلة الماجري قصيدة النثر والقصيدة العمودية والتفعيلة، وتميّزت أعمالها بعمق وجداني وإيقاع داخلي قوي. تناولت في شعرها:

الحب والأمل والإنسان

الوطن والهوية والانتماء

التجربة الوجودية والإنسانية

قضايا المرأة وكينونتها وأحلامها

من أعمالها الشعرية المعروفة:

"حلمٌ يتقدّم"

"غزالة النور"

"تراتيل الماء"

"مقام الغياب"

كما تُرجمت بعض قصائدها إلى لغات أجنبية، ما يعكس صداها خارج العالم العربي.

2- الأنشطة الثقافية

لم تقتصر تجربتها على الكتابة، بل ساهمت في تنشيط المشهد الثقافي التونسي عبر:

المشاركة في المهرجانات الشعرية العربية والدولية

عضويتها في اتحاد الكتاب التونسيين

دعم الأصوات الشابة وتشجيع المواهب الأدبية

كما شغلت منصبًا في إدارة مهرجان القيروان للشعر العربي، وساهمت في ترسيخ حضور الشعر في المدينة الثقافية العريقة.

3- الأسلوب والخصائص الفنية

يمتزج في شعرها:

البعد الروحاني العميق المتأثر ببيئة القيروان

الحسّ الأنثوي الشفاف

الصور البلاغية الثرية والجمالية

اللغة الموسيقية الرقيقة والمتوازنة

قصيدتها هي مساحة صوفية أنثوية تُطل منها على العالم بروح عاشقة للجمال وللحياة، وتعود دومًا إلى جذور الهوية وإلى حب الوطن ودفء الأرض والأهل.

4- الجوائز والتكريمات

حازت جميلة الماجري عدة جوائز تقديرًا لعطائها الشعري وإسهامها الثقافي، منها جوائز تونسية وعربية مرموقة، ما جعلها من الأصوات الموثوقة والمؤثرة في الأدب التونسي الحديث.

الخاتمة

جميلة الماجري صوت شعري نادر يجمع بين العمق والحنين، وبين الرقة والصلابة، وبين الذات والوطن. رسّخت مكانتها بين رموز الشعر العربي المعاصر من خلال حضورها الهادئ وتأثيرها المتواصل، لتبقى قصائدها شاهدة على قدرة الكلمة على أن تمنح الإنسان جناحين للتحليق نحو الجمال والحرية والضوء.