mardi 4 novembre 2025

تعريف بهاء طاهر

تعريف بهاء طاهر

يُعدّ بهاء طاهر (1935–2022) واحدًا من أبرز أعلام الأدب العربي الحديث، وقد ترك أثرًا واضحًا في مسيرة الرواية والقصة العربية. تميّز بأسلوب سرديّ عميق يجمع بين الحسّ الإنساني والبعد الفلسفي، وبين الهدوء الظاهر والاشتباك العميق مع قضايا الوطن والهوية والحرية. كان صوتًا أدبيًا راقيًا، ووجهًا ثقافيًا فاعلًا حمل رسائل إنسانية وفكرية خالدة.

1- السيرة الذاتية

ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة عام 1935 وسط أسرة مصرية بسيطة. نشأته في بيئة شعبية صقلت نظرته الواقعية للحياة، وكرّست لديه إحساسًا عميقًا بالناس والمكان.
درس الآداب وتخصّص في قسم التاريخ بجامعة القاهرة، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الإعلام، ما أتاح له ثقافة واسعة انعكست بقوة في أدبه وترجماته.

2- المسيرة المهنية والثقافية

بدأ بهاء طاهر مسيرته في الإذاعة المصرية في فترة الستينيات كمنتج ومخرج برامج ثقافية، وشارك في تأسيس برنامج «الإذاعة الخارجية».
لكن نتيجة الظروف السياسية في سبعينيات القرن الماضي، مُنع من العمل الإعلامي، فغادر مصر للعمل في الأمم المتحدة مترجمًا حتى منتصف التسعينيات، ليعود بعدها إلى وطنه ويكرّس حياته للأدب.

3- إبداعه الأدبي وأبرز أعماله

1- الرواية

تميّزت رواياته بعمق إنساني، وشخصيات تبحث عن معنى في عالم مضطرب. من أشهر أعماله:

"واحة الغروب" – التي فازت بجائزة البوكر العربية عام 2008
"قالت ضحى"
"الحب في المنفى"
"خالة صفية والدير" – إحدى أهم رواياته وتحولت لمسلسل تلفزيوني
"الدهشة"

2- القصة القصيرة

عرف بقصصه المؤثرة التي تلتقط تفاصيل الحياة بلغة بسيطة وعمق شعوري، ومن مجموعاته:

"الخطوبة"
"أنا الملك جئت"
"بالأمس حلمت بك"

3- الترجمة

ترجم أعمالًا أدبية وفلسفية عالمية، مسهمًا في إثراء المكتبة العربية، ومن أبرز أعماله المترجمة نصوص في الفلسفة والأدب الأوروبي.

4- القضايا الفكرية والإنسانية في أدبه

عالج بهاء طاهر في كتاباته موضوعات كبرى، منها:

الحرية والكرامة الإنسانية
الصراع بين السلطة والفرد
الحب والمنفى الروحي
العلاقة بين الشرق والغرب
التجربة الوطنية والاغتراب

أسلوبه هادئ لكنه عميق ومشحون بالمشاعر، ولغته شفافة ترافقها رؤية فلسفية وتأملية للحياة.

5- الجوائز والتكريم

نال بهاء طاهر العديد من الجوائز الأدبية، أبرزها:

جائزة الدولة التقديرية في الآداب (1998)
الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عن رواية "واحة الغروب" (2008)
جائزة مبارك في الآداب (2010)

6- وفاته وإرثه الأدبي

توفي بهاء طاهر عام 2022 بعد مسيرة إبداعية ممتدة عبر عقود، تاركًا رصيدًا أدبيًا خالِدًا يُدرّس في الجامعات ويُلهم الأجيال. يُنظر إليه اليوم كأحد أعمدة الأدب المصري والعربي، وصوتًا إنسانيًا نقيًا ظل وفيًا لقيم الحرية والجمال والعدالة الاجتماعية.

الخاتمة

كان بهاء طاهر كاتبًا يرى في الأدب وسيلة لفهم الإنسان وتغيير العالم نحو الأفضل. امتزج في أعماله الحسّ الجمالي بالبعد الفكري، فصنع أدبًا راقيًا يتجاوز الزمن والمكان. سيظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الأدب العربي بوصفه رمزًا للنزاهة الفنية والرصانة الفكرية والحس الإنساني العميق.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire