mercredi 5 novembre 2025

شرح نص المقامة الحرزية - ثالثة ثانوي آداب - مقامات الهمذاني

شرح المقامة الحرزية

التقديم :

المقامة الحرزية لبديع الزمان الهمذاني نص نثري مسجوع يروي فيه عيسى بن هشام مغامرةً بحريةً عاشها مع رفاقه في سفينة كادت تغرق في عاصفة شديدة، فيظهر أبو الفتح الإسكندري مكديًا محتالًا يستغل خوف الناس من الموت ليبتزّ أموالهم في جو من الفكاهة والسخرية.

الموضوع :

يعرض النص مكيدة أبي الفتح الإسكندري ، كاشفًا ذكاء المحتال وسذاجة الجماعة التي تنخدع بسهولة تحت ضغط الخوف.

التقسيم :

  1. مشهد الخطر في البحر (من بداية النص إلى قوله: «ولا عصمة غير الرجاء»)

    • وصف العاصفة وشدة الأمواج وشعور الركاب بالخوف واليأس.
  2. مكيدة الحرز وبيع الرقاع (من ظهور الرجل الهادئ إلى تسليم النقود له في السفينة)

    • ادعاء الإسكندري امتلاك حرزٍ من الغرق، واشتراطه المال مقابل منحه للناس.
  3. النجاة وانكشاف الحيلة والخاتمة الشعرية (من سلامة السفينة إلى الأبيات الشعرية)

    • استيفاء المكدي ما وُعِد به، واعترافه بحيلته، وبيان فلسفته في الحياة من خلال الشعر.

الإجابة عن الأسئلة :

الفهم :

بناء الحكاية

1- استخلص عناصر الحكاية في هذه المقامة ثم استجلِ بناءها السردي.
العناصر: الزمان زمن الرحلة البحرية والعودة من بلاد فارس، والمكان البحر ثم المدينة بعد النجاة، والشخصيات عيسى بن هشام الراوي، وأبو الفتح الإسكندري المكدي، وركاب السفينة، أما الحدث فهو ادعاء الإسكندري امتلاك حرزٍ من الغرق وخداعه للجماعة مقابل المال.
البناء السردي: تنطلق الحكاية من تقديم إطاري يقوم به الراوي، ثم تصاعد الحدث مع اشتداد العاصفة وظهور المكدي وحيلته، ليتحوّل الخوف إلى اقتناع بخرافة الحرز، وينتهي السرد بسلامة السفينة، وانكشاف الخدعة، والخاتمة الشعرية التي تلخّص فلسفة المحتال.

2- ما هي وظائف الوصف في القسم الأول من المقامة؟ وفيم تتمثّل قيمته الفنية؟
يقوم الوصف في بداية المقامة بوظيفة إبراز هول العاصفة وشدة الخطر المحيط بالركاب، فيُجسِّد أجواء الرعب واليأس في البحر ويهيّئ لظهور الحيلة. أمّا قيمته الفنية فتتمثّل في الصور البلاغية القوية كتشبيه الأمطار بالحبال والغيوم بالجبال، مما يمنح المشهد حيوية ودرامية ويشدّ القارئ إلى مواصلة الحكاية.

ملامح الشخصيات

3- بمَ احتال الإسكندري على الجماعة في هذه المقامة؟ وهل كان للقول الأدبي دور في بناء الحيلة؟
احتال الإسكندري على الجماعة بادعائه أن عنده حرزًا لا يغرق صاحبه، وأنه قادر على أن يمنح كل واحد منهم رقعةً تحفظه من الهلاك، فاشترط عليهم دينارًا حاضرًا وآخر مؤجَّلًا بعد السلامة. وقد اعتمد في ذلك على كلام منمّق مطمئن، فكان القول البليغ جزءًا أساسيًا من الحيلة ووسيلةً لإقناع الناس بخرافته.

4- بيّن الوظائف التي اضطلع بها عيسى بن هشام في المقامة.
عيسى بن هشام هو الراوي الذي ينقل إلينا الحكاية من بدايتها إلى نهايتها، وهو في الوقت نفسه شاهد عيان على الحادثة، يصف ما رآه وعايشه مع الجماعة، ويُظهر دهشته من هدوء الإسكندري وثقته، ثم ينقل لنا اعترافه في النهاية، وبذلك يجمع بين وظيفة السرد والتوثيق والتعليق الضمني على الحدث.

5- استخلص فلسفة المكدي وقيمه من الخاتمة الشعرية.
تكشف الخاتمة الشعرية عن فلسفة تقوم على تمجيد الصبر والجلد والاعتماد على الذكاء والحيلة لكسب الرزق، فهو يرى أن المجد لا يُنال إلا بالتحمّل واستغلال الفرص، ولذلك يفتخر بما جمعه من مال ويعدّ نفسه أقدر من غيره على تدبير الحيلة في الشدة، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين.

التقويم :

إلامَ يُعزى تفوّق المكدي على جمهوره ونجاحه في الإيقاع بهم؟ أَتُفسِّر ذلك بنبوغه في فنّ الاحتيال أم تفسّره بقصور في الجماعة؟ علّل إجابتك.
يعود تفوّق المكدي إلى عاملين متكاملين: الأول نبوغه في فنّ الاحتيال وقدرته على استثمار الموقف بإظهار الشجاعة والطمأنينة واستعمال القول البليغ، والثاني قصور الجماعة وسذاجتها، إذ استسلمت للخوف من الموت وصدّقت خرافة الحرز دون تفكير. لذلك فنجاحه نتيجة ذكاء محتال من جهة، وضعف وطيبة مفرطة من جهة أخرى.

الاحتفاظ ب : الكدية في المقامة

تُصوِّر هذه المقامة الكديةَ لا بوصفها طلبًا مباشرًا للمال فحسب، بل بوصفها خُطةً محكمة تقوم على استغلال الظروف الحرجة والنفاذ إلى عواطف الناس ومخاوفهم. فالمكدي هنا لا يكتفي بالكلام البليغ، بل يبني حيلته على لحظة الخطر في البحر، فيتخفّى أولًا، ثم ينصب الفخّ، ويحصل على «الطلبة»، ثم يُكشَف أمره بعد السلامة.

بنية المقامة

تقوم بنية المقامة على ثلاثة أركان أساسية: المقام وهو ظرف الحكاية (السفر في البحر والعاصفة)، والمقال وهو كلام أبي الفتح الإسكندري وحيلته، والمنال وهو المال الذي ظفر به من الجماعة. وتتشابك في هذه البنية رؤيتان سرديتان: رؤية الراوي عيسى بن هشام، ورؤية الشخصية الرئيسة أبي الفتح، فيتكوّن نصّ قصصي قصير يجمع بين الطرافة والتهكّم وإبراز ظاهرة الكدية.

التوظيف :

* قارن بين مكوّنات هذه المقامة والتي سبقتها (الأزاذية) مبرزًا، خاصة، أوجه الاختلاف.
تشترك المقامتان في حضور شخصيتي عيسى بن هشام وأبي الفتح الإسكندري وفي اعتماد الكدية والاحتيال موضوعًا رئيسيًا، لكن المقامة الحرزية تقوم حيلتها على استغلال ظرفٍ خطير هو الخوف من الغرق في البحر، في حين تعتمد المقامة الأزادية أكثر على البلاغة والجدل في استمالة الناس. كما أن جوّ الحرزية مشحون بالخوف والتضرّع، أما الأزادية فجوّها أقرب إلى المناظرة واللعب بالكلام.

* تأسَّس عمل المكدي في هذه المقامة على استغلال الأزمات والظروف الصعبة التي قد يمرّ بها الناس، ويبدو أنّه قد خطّط لذلك واستعدّ له مسبقًا. فما رأيك في شخصية المكدي؟ وما موقفك من سلوكه؟
شخصية المكدي في هذه المقامة شخصية ذكية حاضرة البديهة، لكنها في الوقت نفسه انتهازية لا تراعي القيم الأخلاقية، إذ تستغل خوف الناس من الموت لتسلب أموالهم بالحيلة. لذلك يمكن الإعجاب بذكائه وفطنتِه من الناحية الفنية، لكن سلوكه مرفوض أخلاقيًا لأنه يقوم على الكذب والخداع واستغلال ضعف الآخرين بدل مساعدتهم.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire