شرح المقامة الأزاذية
التقديم :
«المقامة الأزاذية» من مقامات بديع الزمان الهمذاني، تدور أحداثها في بغداد زمن وفرة التمور (الأزاد). يرويها عيسى بن هشام عن بطله الدائم أبي الفتح الإسكندري الذي يتقمّص شخصية متسوّل محتاج ليحتال بالكلام البليغ من أجل الكسب.
الموضوع :
يعرض النص بطريقة ساخرة دهاء أبي الفتح الإسكندري الذي ادّعى الفقر لاستدرار عطف الناس، كاشفًا التناقض بين المظهر والحقيقة، ومصوّرًا تقلّبات الزمان وتحوّلاته.
التقسيم :
- الإطار السردي: خروج عيسى بن هشام إلى السوق وذكر الزمان والمكان.
- مشهد المتسوّل: وصف حال الرجل وخطبته المسجوعة وأبياته في طلب الطعام.
- انكشاف الحيلة والخاتمة الشعرية: التعرف إلى أبي الفتح الإسكندري وأبيات الختام التي تلخّص موقفه وفلسفته.
الإجابة عن الأسئلة :
الفهم :
سند ومتن
1- حدد السند والمتن وبيّن المتكلم والمخاطَب فيهما.
السند: «حدثنا عيسى بن هشام قال…»؛ المتكلم عيسى بن هشام، والمخاطَب
القارئ/السامع.
المتن: بقية الحكاية التي تروي ما جرى مع المتسوّل وأبي الفتح؛
المتكلم فيها الراوي أيضًا، والمخاطَب القارئ الذي يتابع الأحداث.
حكاية ومشروعان
2- في المقامة مشروعان سرديان… ما هما؟ وما العلاقة بينهما؟
مشروع الراوي: حكاية خروجه إلى السوق وما شهده هناك.
مشروع أبي الفتح: احتراف الكدية بالتنكر في صورة فقير يستدرّ العطف بالبيان
والشعر. الحكايتان متداخلتان؛ فإطار الراوي يتيح ظهور حيلة أبي الفتح ويبرزها.
3- ما دور الخاتمة الشعرية في بناء الأحداث؟
تُعدّ الخاتمة الشعرية ذروة المقامة؛ تلخّص موقف أبي الفتح، وتكشف مهارته في
استغلال الشعر للكسب، وتُضفي على الحادثة بعدًا فنّيًا وعِبريًا.
الوجه والقناع
4- استجلِ الظاهر والباطن من شخصية المكدي في قول الراوي: «عيناي رجلاً قد لف رأسه ببرقع حياء…».
الظاهر: فقير مستحيٍ، ضعيف، يحتضن أبناءه الجائعين.
الباطن: متسوّل ماكر، بليغ، يحترف الكدية بالكلام المسجوع والشعر،
يستعمل صورة الفقر قناعًا للاحتيال.
5- ما دلالة اكتشاف الراوي حقيقة الشخصية الرئيسية في آخر المقامة؟
يبيّن أن المظاهر خداعة، ويكشف براعة أبي الفتح في التنكر، ويحوّل
التعاطف الأول إلى سخرية ونقد لأساليب الاحتيال في المجتمع.
6- فيم يتمثّل الإضحاك في المقامة؟ وما القصد منه؟
الإضحاك في المفارقة بين صورة الفقير البائس وحقيقة المحتال البليغ، وفي
المبالغة في السجع والشكوى. الغاية منه التسلية مع
نقد اجتماعي لظاهرة المتسوّلين المحترفين.
التقويم :
* هل تجد في هذه المقامة مقومات قصص فنّي تميز المقامات عن أشكال قصصية قديمة؟ برّر.
نعم؛ فيها راوٍ وشخصية رئيسية ثابتة (أبو الفتح)، وزمان ومكان محددان، وحبكة
تتدرج من العرض إلى المفاجأة في النهاية، مع حوار ووصف ومزج بين النثر والشعر.
هذه العناصر تجعلها قصة فنية ساخرة تختلف عن الأخبار
والنوادر البسيطة.
الاحتفاظ ب : أنموذج المقامة الأوفى
تمثل هذه المقامة نموذجًا للمقامة من حيث:
- الحديث المسند: «حدثنا عيسى بن هشام…».
- شخصية أساسية ثابتة: أبو الفتح الإسكندري.
- التأنق في العبارة والسجع والمزاوجة بين الشعر والنثر.
- الكدية والاحتيال موضوعًا رئيسيًا يُروى في مجلس واحد.
التوظيف :
اعتمادًا على تقسيم الجاحظ لأصناف المتسوّلين، أيّ صنف يناسب أبا الفتح الإسكندري؟
يندرج أبو الفتح ضمن صنف المتسوّل المحترف البليغ الذي يعتمد على
البلاغة والتمثيل والشكوى المصطنعة لاستدرار الصدقات، لا على الحاجة
الحقيقية ولا على العمل.

0 commentaires
Enregistrer un commentaire